Sunday, December 24, 2017

عيد ميلاد انكليزي





في شتاء عام 1962 كنت في مدينة داربي وسط انكلترا أدرس التحضيرية في Derby and District College of Technology  وكانت تلك هي سنتي الأولى في المدينة والبلاد عموما .كنت قد إستأجرت غرفة في أحد البيوت يقدم فيها رب البيت للساكنين طعام الفطور والعشاء .
قبيل عيد الميلاد بحوالي أسبوع أبلغنا رب البيت بأنه سيغلق البيت لفترة العيد كان باقي الساكنين من أهل البلد ولم يشكل ذلك مشكلة لهم حيث أنهم في المدينة لغرض العمل و يعودون الى أهاليهم لقضاء فترة العيد . أما بالنسبة لي كان علي أن أجد مكانا آخر أقضي فيه العيد وكنت لا زلت جديداً على المدينة والبلد .
في هذه الأثناء ولحسن الصدف أعلمت إدارة الكلية صفنا المؤلف من أجانب معظمهم من العراقيين أن عائلة انكليزية ترغب في استضافة  أحد الطلبة الأجانب لفترة العيد . كانت هناك منافسة على الدعوة ولكني أقنعت زملائي بتركها لي بسبب اغلاق سكني لفترة العيد .
رتبت الكلية الأمر وصبيحة يوم ما يسمى Christmas Eve. أو عشية الميلاد وقفت سيارة نوع أوستن كيمبرج أمام بيت سكني حيث كنت أنتظر وخرج منها رجل  ستيني وقور و شاب يصغرني قليلا في العمر فارق الشعر كثيفه .
بادرني الرجل : هل أنت السيد الحميري ؟ (أصول المخاطبة الانكليزية - السيد ثم اللقب ).
أجبت : نعم
أنا الدكتور كولدسميث وهذا ابني جون  رد علي قائلا .
وبعد المصافحة داعاني الى ركوب السيارة ومن ثم صعد هو وجون .
خرجنا قليلا من المدينة الى منطقة ألستري في ريف  داربيشر . دخلنا في طريق   ترتفع جوانبه بعض الشيء . صعدنا ممرا قصيرا في جانبه الأيمن الى بيت جميل رابض على هضبة . وقفت السيارة أمام البيت فخرجت سيدة بشعر أبيض يعكس تقدم العمر . نزلنا من السيارة حيث قدمنا الدكتور كولدسميث :
الدكتورة كولدسميث مضيفاً مع إبتسامة هي أيضاً طبيبة ولكنها ربة بيت الآن .
السيد الحميري ضيفنا من الكلية.
بعد المصافحة دخلنا البيت حيث أخذني جون الى الطابق الأول لأرى غرفتي . كانت الغرفة جميلة وكل شيء فيها يبدو جديدا ونظيفا  ومما لفت نظري بياض شراشف السرير عكس  شراشف سريري في سكني .
قبل أن نجلس للفطور هرعنا الى نافذة غرفة الطعام الكبيرة لنراقب ندف الثلج تسقط على الأحراش والممر وكان أفراد العائلة يقولون لبعضهم البعض أنظر.. أنظر انه عيد ميلاد أبيض ِA white Christmas  وعادة ما يتفاءل الناس خيراً بعيد الميلاد "الأبيض".
بعد الفطور طلبت الدكتورة الإذن للذهاب الى المطبخ للتعامل مع الديك الرومي وحلوى عيد الميلاد Christmas Pudding  وملحقات غداء العيد بينما نهض الدكتور وقال علي أن أذهب لأتفقد المستوصفات ودور الرعاية في المحافظة . إلتفت الي وقال : لماذا لا تذهب معي فإنها ستكون جولة جميلة في ريف داربيشر
بكل سرور كان جوابي على  الفور .
بعد أن أنهى الدكتور جولته على  المنشآت الصحية في ريف داربيشر أصبحنا في واقع الحال في قصبة ماتلوك .
قال الدكتور تلك مرتفعات إبراهام Ebraham Hights   وهناك في أعلاها كهف كبير تتدلى من سقفه قلائد بلورية من المعادن تكونت عبر ألاف السنين، إن كنت تشعر بالنشاط تعال لنصعد على مهل اليها . رحبت بالفكرة وصعدنا نسير الهوينا فوق ندف الثلج المستقرة على أعشاب الطريق حتى بلغنا هدفنا .  
جلسنا الى مائدة الغداء ، الدكتور والدكتورة ابنتهما الكبيرة آن وزوجها بيتر ، إبنتهما الأصغر لوسي وزوجها طالب الدكتوراه في الكيمياء ، أخت الدكتورة التي جاءت من لندن لتشارك العيد مع العائلة ـ إبنهما جون وأنا . توسط الديك الرومي المائدة مع خليط بيضوي نباتي طبخته الدكتورة لأختها لكونها نباتية والتي تسميه الأخيرة ديكها الرومي . نهض الدكتور وأمسك بيد سكين حادة كبيرة وبالأخري شوكة كبيرة بسنين وبدأ بتشريح الديك وكانت الصحون تمر عبر الدكتورة وأولهما صحني بناءً على توجيه الدكتور ليضع فيها شرائح الديك ويضيف اليها البطاطا المحمرة والحشوة والملفوف ثم تعود الى منطلقها . وبعد أن إكتمل تزويد الصحون بالمقسوم ساد السكون على المائدة ليقول الدكتور كلمة الشكر لله Grace  .
بعد الغداء تحركنا الى غرفة الجلوس المفتوحة على الطعام وكانت شجرة عيد الميلاد المزينة بالأضوية على جانب منها وتحتها الهدايا المغلفة والمعنونة لأصحابها والتي يُزعَم أن بابا نؤيل قد جلبها من بلاد الثلوج على ظهر زحافة تجرها الغزلان وأدخلها البيت في الليل من خلال المدخنة .
جلست الدكتورة الى جانب الشجرة وبدأت تسحب الهدايا وتنادي على أصحابها ليقوموا بفتحها وشكر مرسلها وكان لي نصيب منها ولازلت أحتفظ بلفاف Scarf هدية أخت الدكتورة بعد كل هذه السنين .
بطبيعة الحال قضيت جميع أعياد الميلاد اللاحقة مع  هذه العائلة في سنين بقائي في داربي
 ملاحظة : كنت قد تذكرت تلك العائلة في عيد الميلاد السابق 2016 ونشرت هذا الموضوع باللغة الإنكليزية وبعد نشره قررت البحث عنها عبر الانترنيت ونجحت في الوصول الى جون حيث كتبت له التفاصيل في مسج وطلبت الإتصال إن كان هو المقصود وبعد ساعتين دق الموبايل ليقول أنا جون كيفك ياهادي . للأسف كان كل من ذكرتهم من العائلة قد انتقل الى العالم الآخر عدا جون وأخته آن (لا غرابة حيث كان الإتصال بعد 55 عاما ) وجون الآن متقاعد وله إبن مهندس كومبيوتر وبنت دكتورة جراحة إستشارية .

أعاد الله العيد على المسيحين والناس الطيبين في العراق والعالم بالسلام والمحبة 

Saturday, December 23, 2017

إن كنت في روما

جلس أعضاء وفد عراقي كبير زائر لموسكو في أوائل التسعينات حول مائدة طويلة في أحد مطاعم موسكو الكبيرة يأكلون ويتفرجون بصمت على الراقصين في باحة المطعم أمامهم . 

كانت مجموعة كبيرة من النسوة الروسيات يرقصن لوحدهن في ركن من الباحة .

تركت احدى النسوة المجموعة متوجهة نحو أعضاء الوفد توسطت الطاولة تقريبا وخاطبت الوفد : ألا تستحون على أنفسكم .. أنتم جالسون والسيدات يرقصن لوحدهن ؟؟

سألني رئيس الوفد : ما ذا قالت السيدة ؟
قلت : قالت : أنتم ما تستحون .. أنتم مو أولاد عشائر ... خاتلين وتاركين الحريم ترقص لوحدها. 
صمت رئيس الوفد مستغرباً ونظر الباقون بصمت لبعضهم  البعض .

نظر الي مستنجدا طبيب عراقي مشهور من أعضاء الوفد كان يجلس قبالتي فأشرت له بيدي أن هيا.

نزل الدكتور الى الساحة واستغربت عندما تبين أنه يعرف آخر صيحة في الرقص الشبابي الحديث فأبدع وأبهر سيدات موسكو وأما أنا ونظراً لأن الرقص كان جماعياً وليس ثنائياً كلاسيكياً أي أن الشخص يستطيع أن يرقص على هواه. أطلقت لنفسي العنان مستحضراً مخزوني من الجوبي والدبكة وهز البطون والأعناق .

انتهت الرقصة وتبادلنا الثناء والإطراء مع السيدات وعدنا الى كراسينا .

نظر الينا رئيس الوفد نظرة استفسار وإستغراب.

فأوضحت له : في الغرب يطلب الرجل السيدة للرقص أما في موسكو فيمكن لكليهما فعل ذلك.

أما ما فعلناه أنا والدكتور فأنتم بلا شك لا تقبلون أن يخذل الوفد طلب سيدات موسكو وعلى رأي المثل الإنجليزي إن كنت في روما افعل ما يفعله الرومان .
 when in Rome do what the Romans do

Monday, December 18, 2017

ياك40 ونتاشا




توجهت بنا السيارات الى خارج موسكو في طريق ضيق تتراكم الثلوج على جانبيه حتى وصلنا الى مطار صغير في الغابة. كانت هناك طائرة بحجم متوسط واقفة ، يبدو وكأنها قديمة و مهملة.

شعرت بالخوف قبل الصعود اذ لاحظت ان إطاراتها بيضاء ممسوحة بالكامل. على أية حال صعدت مع الوفد (كان من واجبي كمستشار تجاري في السفارة أن أنضم الى الوفود التجارية ) . كانت هناك مفاجئات أخرى اذ وجدنا طاولة عادية في المقدمة وكراسي مطاعم بلاستيكية  عادية غير مثبتة وعلى الجانب كانت هناك قنفة خشبية عادية وعند المؤخرة كان هناك سطل كبير, استغرب الوفد من وضع الطائرة وعليه سألت قائد الطائرة عنها فقال  : ان هذه الطائر نوع ياك 40 كانت تستخدم لتدريب المظليين في السابق وأما الأثاث الذي تراه فقد جلبناه خصيصا لرحلتكم.
سألت الكابتن : أين المرافق؟
قال : الرحلة قصيرة ولكن اذا احتجتم فهناك سطل يمكن استخدامه مشيرا اليه باصبعه.

أبلغت الوفد بما أخبرني به الكابتن مضيفا اليه ، من كان منكم خائفا ان تسقط بنا "هذي الحديثة " (هذه الشابة بالعراقية الدارجة) فهناك بطل فودكا لدى الكابتن يساعدكم في الارتفاع فوق الغيوم بعد السقوط.
أدار الكابتن المحرك وبدأ الاقلاع ومسكنا ببعضنا البعض لتفادي الإنزلاق وما أن إستتب الامر حتى شعر الوفد بالإطمئنان وبدأت النكات والنوادر والضحك.
وعندما بدأت الطائرة بالهبوط أعدنا الإمساك ببعضنا البعض حتى استقرت الطائرة في زاوية من مطار كييف عاصمة أوكرانيا.

جيء بباص صغير ودعينا للصعود سار بنا الباص وسط الغابات دون المرور بالمدينة وأخيرا توقف عند بناية من طابقين خرجت الينا فور نزولنا من الباص امرأة متوسطة العمر ترتدي فوق ملابسها معطف مستشفيات ابيض وتبدوا كأنها طبيبة أو ممرضة.
سألني رئيس الوفد هل هذا فندق ؟ قلت : لا أعتقد وتوجهت بدوري بالسؤال الى السيدة.
قالت السيدة : ان هذا ليس بفندق وانما مصحة (سنتوريوم) تابعة لأكاديمية ...... الأوكرانية وانا مديرة هذا المجمع.
سألت: ولماذا أتينا الى هنا؟
قالت: عميد الأكاديمية كلفها بإستضافتنا.
استشاط رئيس الوفد غضبا وقال  لي سوف لن نسكن هنا قل لهم ان يجدوا لنا فندقا جيدا في المدينة فنحن وفد رسمي عالي المستوى.
قالت السيدة إنها مكلفة فقط بإستضافتنا هنا كضيوف على الأكاديمية وليس لديها أية تعليمات أخرى ورفضت اجراء اية اتصالات حول الموضوع. 
لم يكن معنا أحدا من الجهة الداعية للوفد لنستعين به ، قلت لرئيس الوفد بعد ان استوعب الموقف: العبرة بمن سنقابل دعنا ننزل وعندما يأتينا المسؤولون نستوضح الامر.

كانت المصحة نظيفة وخالية من النزلاء سوانا وكان الطعام صحيا والمناظر المحيطة جميلة. كانت هناك كافيتيريا/بار تخدم فيها فتاة عشرينية تشبه اللعبة في وجهها المدور وخدودها القرمزية وشعرها الاصفر الكثيف وعيونها الزرقاء الصافية واسمها نتاشا. ولما لم يكن لدى الوفد شيئا يفعله في الأماسي وسط هذه الغابة  تحلّق الجميع حول الــ "كاونتر " الذي تخدم خلفه  نتاشا وعيونهم تتابع حركاتها وهي تحضر الطلبات وأسماعهم صاغية لألتقاط أي شيء تتفوه به.

كانت تلك لاشك ليالي لن تنساها نتاشا وهي تتحرك بخيلاء أمام هذا العدد المتعطش الى الرقة والجمال الذي رماه القدر في أسرها.

Thursday, December 14, 2017

فرمتت العقل العراقي

 

كان الله في عون العقل العراقي الذي أنهكته ولخبطته وروعته أحداث العراق الكارثية من قتل الملك الصغير وسحل جثة رئيس الوزراء  نوري السعيد في شوارع بغداد الى  مذابح الحرس القومي الى  الحرب العراقية الإيرانية ومجزرة حلبجة  الى حرب غزو الكويت و الانتفاضة الشعبانية والمقابر الجماعية  الى  الحصار والمجاعة  الى إزاحة نظام صدام والحرب الطائفية وأخيرا هجوم وحوش داعش .

إن من ينظر الى أحداث العراق من الخارج يُعذر إن تصور أن العراقيين مجموعة أشرار سجنهم  الثنائي سايكس وبيكو في  قمقم .

في  الواقع أن الطبيعة البشرية واحدة والتصرف الإنساني واحد لكل المجموعات البشرية التي تعيش  في ظروف متطابقة ومن يتصفح نمط  تصرف البشر في ظل الدكتاتوريات في العالم رؤساءً وشعوبا يرى أنها متطابقة حتى في أدق  التفاصيل  رغم التباعد بينها  بآلاف الكيلومترات مكاناً وعشرات السنين زماناً واختلاف القومية والدين  .
العقل العراقي الذي دمره  استغلال الموروث الديني والمذهبي والعنصري من قبل الطامعين في السلطة والمال والجاه وخيار الجماهير في إستمراء خيار التبعية والخنوع قد عولج الى درجة ما بالصدمة من خلال همجية وقساوة أفعال داعش و المعارك البطولية التي خاضتها القوات المسلحة بكل صنوفها قولا وفعلا  تحت شعار المواطن (الانسان ) أولا حيث عالجت المعركة الكثير من الأدران الطائفية والعنصرية في عقول المقاتلين والمواطنين في آن واحد .

كذلك كان ما حدث في السنوات الأخيرة الماضية ويحدث الآن  تحت أنظار العراقيين علاجاً لعقولهم والذي يتمثل بإختيار بني وطنهم والشرق الأوسط عموما  الهجرة الشرعية الى خارج هذه البلدان وبعضهم الهجرة غير الشرعية التي يتجشمون فيها المخاطرة العالية جدا بحياتهم  وأزواجهم وأطفالهم بالغرق  في بحر إيجة والبحر الأبيض المتوسط وحت المحيطات البعيدة دون أن يبقيهم الدفاع عن الدين الذي يتعصبون له والمذهب الذي يتعصبون له والعنصر الذي يتعصبون له في أماكنهم لنصرته وفق ما كانوا يدعون .

للأسف الشديد وبعد تحقيق النصر الأسطوري على داعش عادت عناكب المستغلين للعصبية بنسج فخاخها للبسطاء وعادت بعض العقول الى إجترار التأريخ المزيف المأزوم وبات ما تحقق من إدراك لحقائق الأمور في خطر أن يتبخر تدريجيا مع الزمن .

قرأت لبعضهم أن أجهزة الحاسوب بأنواعها قد تعتريها مشكلة لا يمكن حلها أو فايروس يصعب مسحه مما يتطلب أن يعطى للجهاز أمراً بمسح كل شيء من الفايروسات والبرامج والمخزونات ليعود نظيفا نشطا جاهزا لإستقبال البرامج الجديدة المفيدة .

ليجلس الجميع منا في جمعة مباركة كهذه ويختلي بنفسه ويفتش في خلايا عقله عن نزعات الحقد الطائفي والديني والعرقي ويستعين للدلالة بأي انزعاج أو توتر غير طبيعي أو تحفز للشر يحس به عندما يسأل عقله الأسئلة التالية على سبيل المثال لا الحصر : هل تحب الكوردي ؟ هل تحب العربي ؟ هل تحب التوركماني والمسيحي والشبكي واليزيدي ؟ هل تحب السني ؟ هل تحب الشيعي ... الخ .
وإذا شعر بتململ غير إيجابي فله أن يتوكل على الله ويعطي أمر الفرمتة .

ويعود بعد جمعتين من اليوم  ليجري الفحص ذاته فإن تبين له أن الفرمتة نجحت حقاً يدخل برنامج جديد الى عقله مقاسه الحب ومقاس من سيتبعه من السياسيين رجاحة العقل ووضع سلامة ومعيشة وحرية الإنسان في كل بقعة من بلدنا  فوق كل اعتبار .          



Sunday, December 10, 2017

ترامب ناصب فخ أم مؤمن ؟


 لست من المؤمنين بنظرية المؤامرة ولكن تحريك ترامب لموضوع القدس في هذا الوقت قد يكون فخا نصبه مع نتانياهو لإستدراج الفصائل المسلحة المعادية لأمريكا  صوب الحدود غير المأهولة مع إسرائيل وإبادتها بالقوية الجوية الأمريكية والإسرائيلية دون خسائر بشرية من الأمريكيين والإسرائيليين .
أعود بالذاكرة الى عام 1967 ومافعلته إسرائيل من إستفزاز للقادة العرب المتبجحين بالقوة وإستدراجها لأقوى جيوشهم الى منطقة قتل في سيناء بعد أن جردته من غطائه الجوي حيث أن معظم المهددين والرادحين للحرب غير المدروسة في الوقت الحاضر لم يكونو قد عاشوا أحداث عام 1967 الكارثية وعلى مقولة العراقيين :
يردس حيل الماشايفها وعالشايفها يحذّر منها (الأصل والشايفها يلفله عمامة ).
قبيل 6 حزيران 1967 حشدت إسرائيل قواتها على الحدود السورية  بشكل غير إعتيادي رداً على ما زعمته من خطر  حركة فتح عليها  .
كانت سوريا في ذلك الوقت محبوبة ومدللة الحركة القومية العربية في أوج جذوتها وعندما هددتها الحشود الإسرائيلية تنادت لها الحكومات العربية من المحيط الى الخليج بزمجرة القادة الفارغة وتهديد إسرائيل بالويل والثبور .
لم يستطع الرئيس جمال عبدالناصر حامل لواء العروبة آنذاك الصمود أمام مزايدات القادة العرب فأقدم على غلق مضيق طيران أمام الملاحة الإسرائيلية وهذا الإجراء بحد ذاته يعتبر إعلان حرب في القانون الدولي وأمر بنزول الجيش المصري الى سيناء .
باشر الإعلام العربي بالنفخ في قرب الأمة المزروفة  وأصبحت كل دولة عربية بقدرة قادر قادرة على إجتياح إسرائيل .بينما ذهب الإعلام الإسرائيلي والغربي الى عزف نغمة الخوف على إسرائيل الصغيرة من الذهاب بالرجلين أمام تدافع الجيوش العربية .
وبعد أن إستوت الطبخة وشبع العرب ردحاً أغارت الطائرات الإسرائيلية على المطارات العربية ودمرت الطائرات على الأرض ودمرت مدارج المطارات بقنابل صنعتها مسبقا فرنسا لهذا الغرض .
أمرت القيادة المصرية جيشها بالإنسحاب عبر صحاري سيناء المكشوفة بدون غطاء جوي تحت رحمة قصف الطائرات الإسرائيلية فكانت مجزرة مروعة  للجنود المساكين  والمدرعات المصرية .
في ستة أيام فقط إحتلت إسرائيل سيناء والقدس والضفة الغربية والجولان و قبل قادة العرب وقف إطلاق النار عندما إقترب الجيش الإسرائيلي من مواقع كراسي حكمهم .
أكتب هذا في وقت أعلن فيه العراق نصره على داعش الذي كان يعتبر شبه مستحيلا بكل القياسات ليس لتثبيط العزائم  ولكن لوجود شبه في طريقة الإستدراج والتصريحات .
 لقد برهنت القيادة العراقية أن كل شيء بالروية وحسن التدبير ممكن إذا أُعطي الخبز لخبازته كما يقال . و عليه فإن بناء الدول الديمقراطية القوية في المنطقة وبالأخص في العراق هو الطريق السليم لإنتزاع الحقوق الفلسطينية المتواضعة  إذا أيقنت إسرائيل وأمريكا أن وراء مطالب الفلسطنيين عراق مقتدر ودول عربية متحضرة قوية  .
لنعود عن نظيرة المؤامرة وإحتمالية نصب فخ للمقاومة الإسلامية الى إحتمال آخر دفع بترامب الى إعلان القدس عاصمة لإسرائيل وهو الدافع الديني .
 هناك شريحة كبيرة من المسيحيين في أمريكا يؤمنون بأن إعادة بناء الهيكل (معبد /هيكل سليمان)  على أنقاض المسجد الأقصى سيعجل بعودة المسيح الى الأرض ونائب ترامب بنس واحد منهم وترامب نفسه قد يكون مؤمنا بذلك أو على الأقل مستفيد إنتخابيا منه .
 على هذه الشريحة المسيحية الأمريكية أن تدرك أن لدينا في الشرق الأوسط طيفا واسعاً من المؤمنين يستعجلون هم أيضاً عودة المهدي عليه السلام ويريدون بقاء المسجد الأقصى في مكانه وإن على ترامب وتلك الشريحة  أن يرعوي إذا أرادوا مصلحة المسيحيين والمسلمين البسطاء  في هذه المنطقة الذين نضب زادهم وساء مأواهم وكثر شهدائهم وجرحاهم .


Saturday, December 9, 2017

??A Trump Trap


Trump possible trap for Sulaimani and partners. 

I am not a believer in the conspiracy theory but the similarities are compelling between Israeli tactics in goading the Arab Forces to a killing zone in 1967 and The Trump – Netanyahu possible plan to attract Sulaimani, Nasrallah and Iraqi pro Iran battalions to mass on Israel and face the full rage of American and Israeli air power.  

In the few months before the 1967 Arab –Israeli war. Israel massed its forces on the Syrian border supposedly in response to a small, Palestinian Fattah incursion into Israel.
Syria the darling of the Arab Nationalist Movement at the time cried wolf and in the fully charged nationalistic mode at the time, the cry was echoed from Yemen to Mauritania.

President Nasser being the guardian of the Arab National Movement could not resist the call. He closed the Straits of Tiran to Israeli shipping (an act which can be regarded as an act war) and ordered the Egyptian Army into Sinai.
Arab States propaganda went into full gear with each state claiming to be strong enough to defeat Israel single handed at the same time Zionist and western propaganda was playing poor little Israel .

Israel mounted a massive air assault on Arab Airfields destroying Egyptian and Syrian aircraft on the ground at the same time attacking the runways with previously purposely designed French bombs which ripped the runways and made them unusable.
The Egyptian Command gave the order to withdraw and Egyptian soldiers and armour were massacred in the open desert. Sinai, Jerusalem, the West Bank and the Golan Heights were all lost in six days.

Arab leaders accepted the cease fire because Israeli forces were too close to their seats of power.
 As an example, The Iraqi Army although uninvited rushed in and engaged the Israeli Army at Qunaitra 22 Km. off Damascus.
 While Iraqi Armour was battling the Israelis at Qunaitra and Syrian Special Forces were in fierce hand to hand combat at Gabal al Sheikh Mountain, Iraqi and Syrian Commanders drew a plan for a counter offensive to retake the Golan Heights. The Syrian Leader found the play too close to his seat for comfort and ordered the cease fire all the same.

Going forward to the present day if Sulaimani, Nasrallah and the Iraqi pro-Iranian battalions are persuaded to mass on Israel border Trump can unleash his B52 Bombers which can destroy these forces at no human cost to Israel or America.

Changing the thinking  from conspiracy to theology. It is a fact that some Christians in America (Trump may be included as a believer or beneficiary) believe that the rebuilding of the temple on the ruins of Al Aqsa will hasten the return of Jesus and this what has prompted Trump to declare Jerusalem as the capital of Israel to enable Netanyahu to destroy and rebuild.

Trump may not know that Sulaimani and his Partners are ardent believers in the return of AL Mahdi and would also love if the Imam can come and give a hand in this matter.


The masses of poor Muslims and Christians of the Middle East can only pray to God to postpone these happenings and let they people live.        

صفقة القرن ة وعظمة القصاب

في أوائل القرن الماضي كان حلاق المحلّة يقوم بأعمال الطبيب إضافة الى وظيفته. ذات يوم أصيبت عين قصاب المحلة بجزيئة فُتات عظمة إستقرت ف...