حب
الروس للمشروبات الكحولية سبق ظهور الفودكا في القرن السادس عشر الميلادي وظهور
أول دولة تحمل كلمة روس في عنوانها في القرن الثامن الميلادي(كيفسكايا روس ).
بعد
أن إستقر الوضع للأمير فلاديمير في دولة كيفسكايا روس التي تأسست في مدينة كييف عاصمة أوكرانيا
الحالية وشملت أراضيها أوكرانيا الحالية
وبيلاروسيا وشمال روسيا و التي تعتبر الآن الدولة الأم لروسيا وأوكرانيا وبيلروسيا. قرر الأمير أن يختار ديناً لبلاده الوثنية عام
986 فاستدعى ممثلين من الأقاليم من بينهم مسلمو حوض نهر الفولغا ويهود منطقة الخزر. ويقال أنه كاد أن يختار الإسلام ولكنه
عدل عن هذا الإختيار عندما علم بتحريم الإسلام للمشروبات الكحولية وتذكر مدونة القرن
الثاني عشر الميلادي ( قصة السنوات الغابرة ) The tale of
bygone years أنه
قال: "الشرب متعة جميع الروس ولا يمكننا العيش بدونه"
وأشك أن تكون المتعة وحدها سبب رفضه الإسلام فالخوف من الطهور من قبل الرجل البالغ أمر وارد والخوف من فقدان
الانتاج الوفير من السمن واللحم الذي يوفره الخنزير بتكاثره السريع أمروارد أيضا في اقتصاديات بلدان الأصقاع القارصة البرد في ذلك الزمان .
ومهما يكن للأمر من أسباب لم تمنع المتعة أللاحقين من حكام روسيا من منع المشروبات الكحولية أو محاربة
استهلاكها في ضوء مثالبها على المجتمع والاقتصاد فقد منع القيصر عام 1914 المشروبات الكحولية وأبقى الشيوعيون بعده هذا المنع لفترة وكانت آخر
محاربة للمشروبات الكحولية أثناء وجودنا في موسكو في النصف الثاني من ثمانينات
القرن الماضي من قبل آخر زعيم سوفيتي
ميخائل غورباتشوف ويبدو أن في الموضوع إنًّ ، فمن المفارقات أن أُزيل حكم القيصر وأُزيل حكم غورباتشوف وبقيت الفودكا !!!.
وعلى أية حال فإن من يعيش في موسكو يلمس بنفسه حب الروس للشرب
والفودكا بالتحديد فالضباط الروس لا
يعتبرون الشرّيب رجلا إذا لم يكمل زجاجة فودكا في جلسة واحدة وبسطاء الروس في
جلسات شرب الفودكا يمررون الزجاجة بينهم مع قطعة خبز سوداء يشمونها ويشربون .
وفي الولائم يتناوب الجالسون الروس الأنخاب دون توقف واذا كان في الوليمة أجانب فإن
المترجم سوف لا يستطيع بلع لقمة واحدة وتنفيذ واجبه في ترجمة سيل الأنخاب ويقول الروس أنه عندما تنتهي مواضيع
الأنخاب فانهم يبدؤون بشرب نخب من وقف على التل ومن نزل من التل ومن صعد الى التل
الى مالا نهاية. ويقول الروس أيضا ان أفضل الأصدقاء هم من يجلسون للشرب على طاولة
واحدة وينتهون بالنوم بسبب الشرب على نفس الطاولة .
كنت
ذات مرة مع وفد بضيافة شركة نفط تتارستان وفي نادي الشركة هناك وفي المساء أقاموا
لنا مأدبة عشاء فاخرة مدعومة بأعداد كبيرة من زجاجات الفودكا والعصائر والمشروبات
الغازية وبدأت الأنخاب وسرى الليل ونضبت المواضيع بالنسبة لجانبنا ولا زال الجانب الروسي المقابل مستمرا في طرح الأنخاب. عندها قررت الإستعانة برباعيات الخيام مواضيعاً لأنخابي لتعزيز موقف جانبنا فرفع الجانبان الكؤوس معي بالفودكا وبالكولا مرددين نخب الماء ونخب الخضراء ونخب الوجه الحسن والإعادة بالتسلسل حتى ثقُلت الألسن وهجم النعاس ليُثقل
الجفون وينفضّ القوم .
الاستاذ عبد الهادي كاظم الحميري
ReplyDeleteمساء الخير
لقد عترث على مدونتكم عن ظريق الصدفة، و كانت صدفة رائعة بحيث استمتعت بقراءة مقالكم الثري عول الاتحاد السوفياتي السابق. لقد تبين لي انكن امضيا في الغالب وقتا في ذاك البلد قصد التدوين و الدراسة لهذا كانت كتابتكم حوله موسومة بطابع العارف المتمكن.و لولا توقفكم عند مرحلة ميخائييل غورباتشوف ، و إشارتكم ألى أن الموضوع موجود في مؤلف بمدونتكم لاستطعت الاستمرار في القراءة بنهم و متعة.
للاسف لم استطع الحصول على منجزمن العاص بمرحلة البريسترويكا و الغلاسنوست، و لئن كان طلك من الممكن، أرجة موافاتي بالموضع و شكرا
محمد عبد الاله
المغرب