كنت ضمن وفد عراقي من مسؤولين رفيعي المستوى في بواكير الشيخوخة عائدين الى موسكو بعد مهمة
غيرموفقة في
دوشانبيه عاصمة طاجيكستان .
صعدت الى الطائرة في مطار مدينة فلاديكفكاز فتاة قوقازية غاية في الجمال وابتسامة ساحرة
مطرزة بأسنان ذهب كما هو العادة لدى نساء منطقة القوقاز وعلى خلاف بعض النساء
اللواتي لايناسب الذهب طلتهن كان الذهب هنا في محله.
وجد أعضاء الوفد في جمال الفتاة مدعاة
للإطراء والتندر ولربما وسيلة للخـروج من
إجترار حديث المهمة المحبطة ، فهذا يسترق النظر اليها وذاك يتبادل وصفها بالعربية مع زملائه وآخر يأسف على شبابه الذي
ضاع هباءا مع "الملحة" في ربوع
الوطن وآخر يناديني ماإسم هذه المدينة يا سيد
المستشار؟ وعندما أجبته
على مضض فلاديكافكاز . راح ينشد أيا ليت شعري لو أبيتن ليلة في فلاديكفكاز ...
والآخرون يردون الله .. الله مما أثار جلبة في الطائرة لكثرة أعضاء الوفد .
انتبهت الفتاة الى هذا الهرج والمرج من حولها وكانت تجلس عبر الممر مني
وتسائلت محتجة : ماهذا (شتو تكويا) ؟
عندها قررت الدخول على الخط قبل ان ينتبه أبناء جلدتها للمضايقة التي شعر ت
بها ويحدث ما لا يحمد عقباه حيث لا قبل لوفدنا العجوز القادم من أرض الحروب
والحصار بشباب القوقاز المعروفين بالشراسة
والقوة .
استأذنتها وقلت لها: إعذرينا أيتها الجميلة
نحن أتينا من بلد الحكايات البعيدة ولم نر أو نألف مثل هذا الجمال.
إنشرحت أساريرها وأشرقت إبتسامتها بحياء
لهذا الإطراء وبدأنا نتجاذب بهدوء أطراف الحديث .
غضب باقي أعضاء الوفد مني لإنهاء غزلهم بجمال فتاة القوقاز وكأني حجبت عنهم شمس الضحى
يوم برد شتاء قارص. وعند النزول من الطائرة عاتبني أحدهم نصف مازح:
أعرف أننا لا نستطيع مجاراتك في اللغة والغزل ولكن رفقا بنا نحن أخوتك.
قلت: أعتذر منكم يا أخي ولكن ما فعلته قد يكون جنبنا الإشتباك
الجوي مع أشداء رجال القوقاز ولربما القذف بكم يا شياب السوء من النافذة.
القوقاز - العراق
No comments:
Post a Comment