Wednesday, June 26, 2019

ترامب والسحب على البارد




كلما غرد ترامب أو صرح بشيء تذكرت بيت أبي الطيب المتنبي "أنام ملء جفوني عن شواردها... ويسهر الخلق جرَاها ويختصم ".
 بالتأكيد كان الخلق من عرب آنذاك يسهرون على ما يقوله المتنبي ويجادلون ويختصمون تماماً كما يفعل الخلق اليوم من عرب وعجم وفرنجة بشأن تغريدات ترامب مع الفارق أن الاختصام هنا يقود الى تلغيم بواخر وضرب منشآت نفطية وغير ذلك. 
 يبدو أن رجل الاعمال ترامب يستغل كامل طاقاته بالتفكير في كيفية حمل إيران على تصليح موقفها حسب وجهة النظر الامريكية دون الدخول في مواجهة عسكرية ساخنة أي من خلال السحب على البارد على طريقة عمل السمكري الماهر.
بدأت حكاية صراع أمريكا وإيران الحالية بعد أن قرر ترامب سحب أمريكا من الإتفاقية الدولية حول الأنشطة النووية مع إيران ثم قدم بومبيو وزير خارجيته الوصايا الإثنا عشرة الى إيران لتنفيذها إن أرادت تجنب تجديد وتشديد العقوبات  جاءت بعد ذلك حركة الأساطيل الأمريكية مشفوعة بتصريح ترامب بمحو ايران  ان هي تعرضت للمصالح الامريكية  وبدلاً من أن تنجح أمريكا في سحب ايران الى قبول التوصيات تفاجأ العالم بحدوث تفجيرات السفن في ميناء الفجيرة ومضيق هرمز والغريب في هذه التفجيرات أنها لم تتسبب في خسائر بشرية أو تسرب نفط أو كيمياويات تلوث مياه الخليج ولم تؤدي الى غرق السفن مما يوحي بأن ما حدث هو أيضأً عملية سحب على البارد من قبل الطرف الآخر  للجانب الأمريكي ليترك وصاياه  .
ولما بقي الحال على ما كان عليه، جاء إسقاط الطائرة المسيرة وقصف معسكر التاجي ومجمع البرجسية النفطي في العراق بالكاتيوشا.  وهنا مرة أخرى نلاحظ أن الطائرة كانت غير مأهولة وأن صواريخ الكاتيوشا سقطت على مكان العراقيين في معسكر التاجي ومجمع البرجسية وأحدثت خسائر بشرية عراقية دون جرح أمريكي واحد. مرة أخرى توحي هذه الحوادث انها مصممة للضغط من أجل سحب الأمريكان على البارد الى ما تريده إيران دون التسخين بقتل مواطنيهم.
توجت كل الفعاليات السالفة الذكر بتغريدة ترامب حول الغاءه الرد العسكري على إيران بعدما تجاوزت ما كان يعتقد بأنه خط أحمر بإسقاطها الطائرة المسيرة الامريكية. وهذا أكد بدون شك أن الطرفين لا يريدان مواجهة عسكرية ولازال كل منهما يعتقد أن بإمكانه سحب الآخر على البارد وتصليح موقفه.
 إن الخاسر الأكبر في لعبة السحب على البارد كما ثبت بالدليل المؤلم الملموس في الأيام الماضية هو العراق وعليه أن يتخذ مواقف حاسمة لضبط وضعه الداخلي قبل أن يضيع بالرجلين.
إن محنة العراق مع أمريكا وإيران كمحنة أبي فراس الحمداني مع أعمامه العرب وأخواله الروم وتستدعي الخوف على العراق كما تخوف أبو فراس على نفسه حين قال:
إذا خفت من أعمامي العرب خطةً.... تخوفت من أخوالي الروم أربعا

المقالة منشورة في الزمان على الرابط ادناه:



Wednesday, June 19, 2019

العرب والكرد والفأل الحسن





إن تبحث عما يدعو الى التفاؤل في العراق تكون كمن "يبحث عن إبرة في مخزن التبن " (مثل إنكليزي ) .   عدم التفاؤل بالعراق وما يحيط العراق له الكثير مما يبرره ولكن أن يجعل العيش كله ظلاماً في ظلام "هذي ما تطلع عيشة ".
حَلمَ العرب في مطلع القرن السابق بتحقيق الدولة العربية كما حلم الكورد بتحقيق الدولة الكوردية وبشخطة قلم كما يقول العراقيون غيَّر النبيلان الإنكليزي سايكس والفرنسي بيكو تلك الأحلام . ودارت الأيام وتشكلت دول وجاءت زعامات ودارت حروب في المنطقة والعالم فوجد العرب والكورد أنه حتى زعامات بني قومهم قد أدارت الأطماع بوصلتهم.
 لقد تعايش الكورد والعرب وبينهم التركمان والكلدوآشوريين والشبك والايزيديين والصابئة في حدود ما يعرف بدولة العراق الآن قرابة المائة عام وتحملوا من ظلم بعضهم البعض ومن ظلم الآخرين لهم ما شابت له الولدان وهدرت فيه الأرواح البريئة والأموال وقد خرجوا من كل ذلك اليوم بقدر من التآلف والاعتراف بالحقوق والواجبات وحرية وكرامة المواطن ضمن كيان إتحادي فدرالي ديموقراطي رغم كل نواقصه متفوق على ما هو موجود في دولتين جارتين أكبر من دولة العراق .
لقد مضى ما مضى وقد شهدت المعارك مع داعش والإرهاب الأعمى الذي سبقها أن ليس للعراقيين يوم الجد الاّ بعضهم وشركائهم في هذه الأرض العريقة.
لقد قيل ما قيل في الزعمات العربية والكوردية التي حكمت في المركز والإقليم منذ التغيير في عام 2003 وحتى اليوم والشهادة لله كما يقال كان الإقليم أكثر نجاحاً من حكومات جميع محافظات العراقية الأخرى في الاعمار والبنى التحتية والخدمات المقدمة للمواطن علماً بأن مجالس وحكومات تلك المحافظات تتمتع بموجب الدستور بنفس صلاحيات وحقوق وواجبات حكومة الإقليم ومن يدقق الصلاحيات غير الاتحادية الحصرية في الدستور يجد أن عبارة و"المحافظات غير المنتظمة بإقليم" مرادفة لكلمة إقليم أينما وردت.
 لنضع كل ما تقدم جانباً ونؤشر أن ما يدعو لتفاؤل العرب والكورد وباقي المكونات الكريمة رغبة قيادات المركز وقيادة الإقليم في التعاون المثمر من أجل خدمة المواطن العراقي في الإقليم وباقي المحافظات والعمل على تصفير جميع الإشكالات الموجودة. وما يعزز التفاؤل هو حضور الزعامات الاتحادية اللافت لحفل تنصيب السيد رئيس إقليم كوردستان الجديد.
المواطن العراقي في كل انحاء العراق ينتظر بفارغ الصبر تصفية كل ما يعيق صفاء وود ورخاء العراقيين في الإقليم والمركز على أسس سليمة ومستدامة لنتمكن هذه المرة من التفاخر بإتحادنا وفدراليتنا ليس على دول الجوار وانما على الفدراليات العالمية العريقة مثل الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وسويسرا والاتحاد الروسي.
جلب انتباهي وأنا أتصفح صور تنصيب السيد نيجرفان بارزاني رئيساً لإقليم كوردستان العراق صورة جمعته بالسيد محمد الحلبوسي رئيس البرلمان الاتحادي في مكتب السيد رئيس الاقليم كما يبدو. كان الشباب والأناقة والجمال مبهرا وحيث أن سجل هذين الشابين كما يعرف الكثيرون واعداً لا يسعنا إلاّ القول نتفاءل بهم خيراً والباقي على الله. 

المقال منشور في الزمان الدولية على الرابط 


Friday, June 14, 2019

سؤال حول استقلال تتارستان



What if the UN intervenes against Russian occupied Tatarstan and liberates Tatarstan?
As there is no If to answer in this question in the present world legal , political and military set up and as a former Iraqi diplomat in Moscow (1988 -1995 ) and author of “Memories and events in Soviet Russia (in Arabic )” , I will opt to give my fellow Quarans some interesting back ground information about Tatarstan bid for independence after the fall of the Soviet Union.
Soviet Russia was a Federal Socialist Republic composed of 21 ethnic republics with majorities of non ethnic Russian inhabitants ( including Tatarstan ) and 48 Russian regions plus Moscow and Leningrad (now Saint Petersburg).
In a bid to undermine the authority of the Soviet President Michael Gorbachev hold on Russia and wrest Russia’s independence from the Soviet Union , the rising politicians Boris Yeltsin went on a marathon trip in the Russian Federation asking politicians and people of the Russian Federation Republics to take as much Independence they can muster .
After the Soviet Union was dissolved Tatarstan and Kalmikia organised referendums and voted for independence . The young President of Kalmekia soon found that he and his very small population cannot live without Russian money , so he organised a double back referendum to remain within the Russia.
Tatarstan rich with oil resources and a center for Russian heavy industry ( Kamaz Trucks and MI series helicopters among others ; yet lying in the center of the Russian east European planes , completely surrounded by Russian republics and regions and had about half of its population ethnic Russians found itself in an awkward position with Independence. Similarly after Boris Yeltsin became President of Russia he found himself in a bizarre situation with an independent country right in his lap . So the two sides opted to negotiate on the basis that Tatarstan and the Russian Federation are two sovereign independent states who agreed to exchange power between themselves where the Russian Federation took he Federal powers it exercises over the other Russian republics and Tatarstan reserved internal powers similar to those of the other Russian Republics .
two funny bits to add :
1- When I heard that Mr. Sabirof the Prime Minister of Tatarstan was in Moscow to negotiate a deal with the Russian Government , I arranged a meting with him through some Russian friends in a bid to learn how they would solve the problem . The Foreign Ministry in Baghdad was furious with the Iraqi Ambassador in Moscow over my overindulgence as a Trade Counselor in political matters , but he stood his ground and told them that I acted with his approval .. Lucky for me .
2 - After President Putin came to power he further reigned in the powers of the republics among these he reserved the use of the word President to the President of the Russia Federations and the use of the word Head to the formerly called Presidents of the Russian republics


أشكر الله على صغير رحماته



داهم الصيف العراقيين مرة أخرى والخدمات على وضعها، والبطالة على وضعها، والفساد على وضعه، والساسة الماكرون على وضعهم، يتصيدون المكاسب والمغانم ويدقون الأسافين في الوحدة الوطنية والهوية الوطنية العراقية.
وجاء "فوق الهضايم شيخ جاسم "، حيث خرجت علينا حليفتنا أمريكا بمشروع طي الاستثمارات الإيرانية في الأسلحة النووية والصاروخية وتسليح وتمويل الأتباع في دول الجوار وقابلتها جارتنا إيران بالإصرار على عدم التخلي عن حلمها في تصدير الثورة وعن  إستثماراتها في هذا الاتجاه. وحيث أن في العراق يتواجد البشر اللازم والمال اللازم لخوض الصراع بأقل كلفة فإن صراع تلك الدولتين يهدد أحلام العراقيين بإعادة البناء والاستراحة من الحروب إضافة الى نسف جهود العراقيين من أجل ترسيخ الوحدة والهوية الوطنية العراقية.
تحت هذه الظروف النفسية العصيبة برز في الآونة الأخيرة مجموعة من الشباب والرجال ورتَّبوا سفرات سياحية (كروبات) في الداخل (خصوصاً الى إقليم كوردستان) بكلف زهيدة جداً في مقدور الكثير من المواطنين.
كما رتب آخرون، سفرات سياحية أخرى الى الدول التي تقبل العراقيين بأسعار مناسبة جداً في مقدور الكثير من موظفي الدولة والمتقاعدين، مما يسر على هذه الشرائح الواسعة من المجتمع السفر والترويح عن النفس وطرد كابوس الإحباط المسيطر على النفوس.
كنت أيام أسفاري وأنا في الوظيفة عند زيارة بعض المعالم، أُشفق على كبار السن من الأوربيين وهم يهرولون وراء المرشد السياحي الذي يرفع علم المجموعة ويجري من مَعلَم الى مَعلَم وأستغرب كبر المجموعات الأسيوية وهم يهرولون وراء المرشد السياحي من موقع الى آخر. وعليه فإن فكرة الاشتراك في المجموعات السياحية كانت تخيفني بعد التقاعد خصوصاً وقد وهن الحيل بعض الشيء و" سافت بعض البراغي ". ومع ذلك كان للضرورة أحكام فغامرت وقبلت التحدي.
في تلك السفرات، أثلج صدري أن تمخر الباصات عباب جبال أذربيجان وأرمينيا وتركيا وهي تحمل العراقيين بكامل نسيجهم الإثني والديني والطائفي شيباً وشباباً، ذكوراً وإناثاً وهم يتمايلون طرباً ويطلقون الحناجر مع الأغاني العربية الجنوبية والغربية والموصلية ومع الأغاني الكوردية الشجية.
 كان لنا موعد في السفرة الأخيرة الى تركيا مع عشاء متواضع وحفلة زاخرة على ظهر العبارة البحرية "ليالي الشام " للمجموعات السياحية العربية  . إستُهل الحفل بالعراضة الشاميّة التي حيّا فيها المنشدون العراق مرارا وتكراراً وحيوّا مدن العراق واحدة واحدة وسط تجاوب عارم من العراقيين من كل الأعراق والأديان والمذاهب .... كم أنت عزيز وموحد يا عراق خارج دكاكين ساستك وبعض رجال دينك!
وثمة موعد آخر في سفرة بحرية خاصة بالمجموعة العراقية في بحر مرمرة. حيث
صدحت الأغاني العراقية الجميلة على ظهر العبارة وما أن هدرت الموسيقى بأناشيد المعركة ضد داعش، حتى نزل الى الساحة جميع الحضور تقريباً ورفرفت المناديل ودارت السبح عالياً فوق الأيادي ومالت القدود وكأني بهم نخلات عراقية شامخة تتمايل جذلى مع أنسام الصباح.
 لم أكن أستطيع المشاركة وإن رغبت حيث إنني عند الحماسة لا أستطيع مقاومة نزول الدمع مدراراً فأدرت وجهي شطر البحر لأستتر وأكتم في جوفي مرارة تفريط غالب سياسيينا بأسباب قوتنا وأكتفي بما جسده الحضور من وحدة الهوية العراقية شاكراً الله على صغير رَحماته.
(رَحمات جمع رحمة والمقولة إنكليزية Thank God for little mercies ).


المقالة منشورة في صحيفة الزمان الدولية على الرابط




 


صفقة القرن ة وعظمة القصاب

في أوائل القرن الماضي كان حلاق المحلّة يقوم بأعمال الطبيب إضافة الى وظيفته. ذات يوم أصيبت عين قصاب المحلة بجزيئة فُتات عظمة إستقرت ف...