إن تبحث عما يدعو الى التفاؤل في العراق تكون
كمن "يبحث عن إبرة في مخزن التبن " (مثل إنكليزي ) . عدم التفاؤل بالعراق وما يحيط العراق له الكثير
مما يبرره ولكن أن يجعل العيش كله ظلاماً في ظلام "هذي ما تطلع عيشة ".
حَلمَ العرب في مطلع القرن السابق بتحقيق
الدولة العربية كما حلم الكورد بتحقيق الدولة الكوردية وبشخطة قلم كما يقول
العراقيون غيَّر النبيلان الإنكليزي سايكس والفرنسي بيكو تلك الأحلام . ودارت الأيام
وتشكلت دول وجاءت زعامات ودارت حروب في المنطقة والعالم فوجد العرب والكورد أنه
حتى زعامات بني قومهم قد أدارت الأطماع بوصلتهم.
لقد
تعايش الكورد والعرب وبينهم التركمان والكلدوآشوريين والشبك والايزيديين والصابئة
في حدود ما يعرف بدولة العراق الآن قرابة المائة عام وتحملوا من ظلم بعضهم البعض
ومن ظلم الآخرين لهم ما شابت له الولدان وهدرت فيه الأرواح البريئة والأموال وقد
خرجوا من كل ذلك اليوم بقدر من التآلف والاعتراف بالحقوق والواجبات وحرية وكرامة المواطن
ضمن كيان إتحادي فدرالي ديموقراطي رغم كل نواقصه متفوق على ما هو موجود في دولتين جارتين
أكبر من دولة العراق .
لقد مضى ما مضى وقد شهدت المعارك مع داعش
والإرهاب الأعمى الذي سبقها أن ليس للعراقيين يوم الجد الاّ بعضهم وشركائهم في هذه
الأرض العريقة.
لقد قيل ما قيل في الزعمات العربية والكوردية
التي حكمت في المركز والإقليم منذ التغيير في عام 2003 وحتى اليوم والشهادة لله
كما يقال كان الإقليم أكثر نجاحاً من حكومات جميع محافظات العراقية الأخرى في
الاعمار والبنى التحتية والخدمات المقدمة للمواطن علماً بأن مجالس وحكومات تلك
المحافظات تتمتع بموجب الدستور بنفس صلاحيات وحقوق وواجبات حكومة الإقليم ومن يدقق
الصلاحيات غير الاتحادية الحصرية في الدستور يجد أن عبارة و"المحافظات غير
المنتظمة بإقليم" مرادفة لكلمة إقليم أينما وردت.
لنضع
كل ما تقدم جانباً ونؤشر أن ما يدعو لتفاؤل العرب والكورد وباقي المكونات الكريمة رغبة
قيادات المركز وقيادة الإقليم في التعاون المثمر من أجل خدمة المواطن العراقي في
الإقليم وباقي المحافظات والعمل على تصفير جميع الإشكالات الموجودة. وما يعزز
التفاؤل هو حضور الزعامات الاتحادية اللافت لحفل تنصيب السيد رئيس إقليم كوردستان
الجديد.
المواطن العراقي في كل انحاء العراق ينتظر
بفارغ الصبر تصفية كل ما يعيق صفاء وود ورخاء العراقيين في الإقليم والمركز على
أسس سليمة ومستدامة لنتمكن هذه المرة من التفاخر بإتحادنا وفدراليتنا ليس على دول
الجوار وانما على الفدراليات العالمية العريقة مثل الولايات المتحدة الأمريكية وكندا
وسويسرا والاتحاد الروسي.
جلب انتباهي وأنا أتصفح صور تنصيب السيد
نيجرفان بارزاني رئيساً لإقليم كوردستان العراق صورة جمعته بالسيد محمد الحلبوسي
رئيس البرلمان الاتحادي في مكتب السيد رئيس الاقليم كما يبدو. كان الشباب والأناقة
والجمال مبهرا وحيث أن سجل هذين الشابين كما يعرف الكثيرون واعداً لا يسعنا إلاّ
القول نتفاءل بهم خيراً والباقي على الله.
المقال منشور في الزمان الدولية على الرابط
No comments:
Post a Comment