بعد أن يسر لنا التقدم العلمي المسنجر والفايبر إعتاد
البعض أن يرسل رسائل ذات مضمون إيماني ينهيها بالقسم على المرسَل اليه أن يعيد
نشرها أو يوعد المرسَل اليه بعظيم الأجر
إن قام بإعادة نشرها .
إستغربت كثيرا عندما وردتني إحدى المسجات التي تقول أن
16 مليار من إلتزامات الدول تجاه العراق هي ديون سيادية وتحذر أن ذلك يعني أنه في
حالة عدم السداد ستقوم تلك الدول بالحجز والاستيلاء على أموال وممتلكات العراق في
الخارج مثل طائرات الخطوط الجوية وغيرها
ويستصرخ شهامتي بإعادة النشر ليعلم الشعب
ويأخذ موقف منها كما وقف الشعب اليوناني .. الخ ولدى البحث حول هذه النداءات وجدت
أن كاتبا في إحدى الصحف المحلية مذعور هو الآخر لنفس التفاصيل أعلاه ويقول إنضربنة
بوري ...
أود أن أبين إن ممتلكات أي دولة ذات سيادة تتمتع
بالحصانة السيادية في القانون الدولي ولاتجيز المحاكم في الخارج حجزها والإستيلاء
عليها وإن الشيء الذي يمكن أن تفعله
الدولة الدائنة في حالة عدم قدرة الدولة
المدينة على سداد قروضها السيادية هو
إعادة جدولة الدين وتخفيض سعر الفائدة . ومن أمثلة عجز الدول عن سداد ديونها عجز
الأرجنتين في 2001 عن سداد قروضها البالغة 95 مليار دولار وعجز روسيا عن سداد
دينها عام 1998 .
قد يكون من المفيد أن نبين هنا أيضا أن القروض الممنوحة في مؤتمر الكويت هي
قروض ميسرة وهذا يعني أن فترة سدادها تتراوح من 10 إالى 20 سنة والفائدة عليها
تتراوح بين صفر وإثنان بالمائة . إن كلفة الدين المتدنية هذه على العراق لمشاريع البنى التحتية تغطيها
الفائدة الجمة للمواطن في توفير الكهرباء وماء الشرب والسكن والصحة خلال فترة
قصيرة بدلا من الانتظار 20 سنة في البؤس الذي هو فيه يضاف الى ذلك مردود تشغيل
الأيدي العاملة ونقل التكنولوجيا وإنتعاش الورش والحرف الساندة وزيادة إنتاجية
المجتمع المتمتع بالصحة والسكن والتعليم والماء والكهرباء .
قد يسأل سائل ما فائدة الدول المانحة ؟ الجواب أن الدول
عموما ترغب في الإستقرار والأمن العالمي وإزالة وجود بؤر معدمة من البشر يصب في
هذا الإتجاه بالإضافة الى ذلك فإن هذه الدول تربط هذه القروض بتوريد المعدات
المنتجة في بلادها وعمل شركاتها في مشاريع الدولة المدينة وهذا يوفر عمل لعمالها
وكافة صنوف قواها المنتجة . قد يحتج أحد على مسألة الربط هذه وبهذه الحالة نشير عليه أن يتذكر أن الدول المانحة الرئيسية هي
الدول المتقدمة التي نطمح عادة في الحصول على معداتها وخدماتها وخبرتها .
وماذا عن الفساد ؟ هذه الدول سوف لا تترك أموالها سائبة
لفاسدينا الشطار إذ أنها تمنح التمويل من خلال مؤسساتها المتخصصة فمثلا أمريكا من
خلال الـ EXIM BANK والكويت من خلال صندوق التنمية
الدولية والسعودية من خلال صندوق مماثل ومن يريد أن يطمئن قلبه عليه فحص إجراءات هذه
المؤسسات في تشخيص المشروع أو الطلب ودراسة جدواه الإقتصادية والإجتماعية وزيارته
الميدانية ومن ثم التعاقد على القرض وتحديد الشركات المنفذة ومصدر المعدات
والخبرات المطلوبة وآلية الرقابة لهذه المؤسسات الدولية على التنفيذ .
هناك مثل عراقي يقول اللي يعد الروج ما يعبر والمقصود
بالروج هو موج مياه النهر وأنا أقول توكلوا على الله ودعوا المساكين تعبر مآزق
عيشها وتذكروا أن هكذا دعم دولي بعرس
أمهاتنا ما شفناه .
No comments:
Post a Comment