صورة تذكارية لبعض كوادر شركة ميركانتايل ليسنك في إحدى الدورات التدريبية .
في أقصى اليسار الواقف أبو كرفش هو أنا (الكرفش
بالعاميّة كثيف الشعر ) والواقف أبو نظارة في المقدمة ثاني من اليمين هو السيد هاوسن
.
كنت قد عدت الى العمل في شركة ميركانتايل كردت بعد أن أنهيت دراستي في إدارة الأعمال وعينت في إحدى شركاتها الفرعية ميركانتايل ليسنك العاملة في نفس العنوان قرب محطة مترو هولبورن كينكز وي وسط لندن .
كانت هذه الشركة متخصصة في التمويل التأجيري وتعنى بشراء المعامل وخطوط الإنتاج والسلع الإنتاجية وتأجيرها للشركات المنتجة بناءً على إتفاق مسبق معها حيث تستفاد الشركة وفق القوانين النافذة من الغطاء الضريبي الذي توفره نسب الإندثار على أرباح شركتها الأم ويستفاد المنتج من إستخدام السلعة مقابل أجور متهاودة إضافة الى إنتفاء الحاجة الى توفير المبالغ الطائلة اللازمة لشرائها ولعدم وجود أرباح لديه تؤهله للإستفادة من غطاء الإندثار الذي تقدمه الدولة لتشجيع الإستثمار والذي قد يصل الى مائة بالمائة من قيمة السلعة في السنة الأولى من شرائها .
تزامن توقيت تعييني في تلك الشركة مع إنهماك عمالقة رجال الصناعة والمال في لندن في معالجة موضوع إعسار شركة رولز رويس أكبر وأعرق شركة تكنولوجية في بريطانيا ووضعها تحت الحراسة القضائية نتيجة لإرتفاع كلف التطوير والتصنيع لمحرك الـ آر بي 211 الذي تعاقدت عليه مع شركة لوكهيد الأمريكية لطائرات الأخيرة نوع تراي ستار .
بعد حوالي شهر
من إنخراطي في العمل طلبني مدير القسم وسألني إن كنت أعلم بموضوع رولز رويس ؟ قلت
نعم . قال إن شركتنا ميركانتايل ليسنك هي من تملك خطوط إنتاج محرك الـ آر بي 211
في رولز رويس ولها مستحقات إيجار كبيرة عن تلك الخطوط على رولز رويس وإستطرد
قائلاً لقد كلفت الشركة عضو مجلس الإدارة السيد هاوسن لمتابعة هذا الموضوع مع
الحارس القضائي والجهات الأخرى لرعاية مصالحها ونحن في هذا القسم نمسك ملف هذا
الموضوع .
توقف برهة ليتأكد من إستيعابي للموضوع ثم أضاف بصراحة لا يرغب جميع رؤساء الشعب والموظفين في مسك هذه الملف لأنه معقد ويتطلب مسكه التعامل مع السيد هاوسن مباشرة حتى دون المرور بي كمدير قسم . وحيث أنك قد سبق وأن عملت في شركتنا الأم قبل الإلتحاق في الدراسة وقدمت للكلية دراسة عن التمويل التأجيري إطلع عليها وإستحسنها رئيس شركتنا وكانت سببا في تعيينك هنا ـ هل لك أن تمسك هذا الملف ؟ .
قلت : نعم وسأعمل بكل ما أستطيع لتمكين السيد هاوسن من
رعاية حقوقنا .
دأب السيد هاسن على إستدعائي قبيل كل إجتماع يعقده مع الحارس القضائي وكنت أحضّر الموضوع جيدا من كل جوانبه قبل المناقشة معه إلا أنه كان دائماً يباغتني بأسئلة لم تخطر لي على بال وكانت المناقشات تتطور دائماً الى شبه شجار بصوت عال أخرج بعده من اللقاء محبطاً حائراً في كيفية حل ألغاز تفكير هذا الرجل . إستمر الوضع هكذا وتطور الى حد أنه قال لي في أحد لقاءاتنا : هل أنت معنا أم مع السيد نيكلسون ( الحارس القضائي ) .
صبرت كثيرا مع الرجل حتى توصلت الى قناعة بأنني إن لم أترك عملي معه سيطردني هو بالتأكيد وعليه قررت أن أقدم له إستقالتي (إخطارا بترك العمل بعد شهر حسب الأصول المعمول بها ) في الإجتماع القادم .
كانت الشركة تمنح موظفيها جميعهم زيادة سنوية مساوية لإرتفاع مؤشر غلاء المعيشة لتلك السنة (بحدود 2 إلى خمسة بالمائة سنوياً حسب زيادة مؤشر تلك السنة ) وكانت تمنح زيادة جدارة إضافية لبعض الموظفين تتراوح من 1 الى 9 بالمائة لمن ترى أنهم قدموا جهودا متميزة في خدمة الشركة .
جائني المدير مبتسماً ومفتخراً وهنأني بالحصول على أعلى زيادة جدارة في الشركة والشركة الأم تفاجأت كثيراً وحمدت الله أنني لم أخبره بقتال الديكة الذي يفرضه علي السيد هاوسن كلما صعدت الى الطابق التاسع لنقاش الملف معه .
صعدت وشكرت السيد هاوسن بعد أن تأكدت من الموضوع والذي
أجاب بعبارة تستاهل وإستمر بالعمل الجيد .
ولم أعرف لحد الآن حقيقة سبب شجار السيد هاوسن معي في كل
لقاء إلاّ أنه من المرجح أنه كان يجد فيَّ شريك سجال جيد لينقض بمحصلة السجال على السيد نيكولسن عند لقائه به .
وتجدر الإشارة الى أن مصلحة الشركة كانت تتحدد في أمرين أولهما مستحقات إيجارها وثانيهما الإبقاء على مشروع الـ آر بي 211 لأن في شطبه إنهاء الإستفادة من خطوط الإنتاج الخاصة به والتي تمتلكها الشركة .
كما تجدر الإشارة الى أن الحكومة البريطانية تدخلت في النهاية لأهمية الشركة التكنولوجية والعمالة الكبيرة الماهرة التي سيتم تسريحها والخسائر الفادحة التي ستلحق بالشركات الساندة ومنها شركتنا فأممت الشركة لضمان إستمرار المشروع وقد إستجابت الحكومة الأمريكية لطلب الحكومة البريطانية بضمان القروض لشركة لوكهيد لتوفير السيولة ووافقت لوكهيد بدورها على شطب الغرامات التأخيرية ورفع ثمن المحرك .
قامت الحكومة البريطاني بعدها بتسجيل شركة جديدة باسم رولز رويس 1971 المحدودة انتقلت إليها ممتلكات الشركة السابقة وتعاقدت مع لوكهيد بالشروط الجديدة أعلاه للإستمرار بإنتاج المحرك .
افضل الخدمات من كبري شركات امن وحراسة حيث انهم يعملون علي توفير الكثير من خدمات الكبري المميزة في الكثير من كبري شركات الامن والحراسة ويمكنكم الان التمتع بافضل خدمات الكبري في شركات الامن والحراسة بمصر وهنا يمكنكم التمتع بافضل خدمات شركات امن وحراسة بالقاهرة المميزة للذلك هنا افضل الخدمات الان التي يتم توافرها في كبري شركات الامن والحراسة
ReplyDelete