مساء الليلة التي سبقت عودتي من الحلة الى أربيل حضر الى
منتجعي الصغير في البكرلي في مدينة الحلة / محافظة
بابل أبناء وبنات أخي الأكبر وزوجاتهم وازواجهم و أطفالهم ولما كان الطابق الارضي
من المنتجع عبارة عن غرفة إستقبال وغرفة
نوم فقط ومطبخ صغير لا يتسع لأكثر من
ثلاثة رواد فقد ملأوا علي الدار بالحديث
والضحك واللعب .
ومما زاد في بهجة اللقاء حضور بنت أخي الدكتورة إسراء وزوجها المهندس
قاسم الّذَين عادا للتو من لندن بعد الحصول على الشهادات العليا في الطب والهندسة
.
إستمرت البهجة على هذا المنوال حتى إتصل إبن أختي
الدكتور ماجد وقال إنه والأستاذ حيدر
وأخوانه أبناء أخت أخرى قادمين الى البيت الصغير .
حرت في أمري هل أفتح غرفة نومي لعيال أخي وأترك
الإستقبال لعيال أخواتي والغرفة بحاجة الى ترتيب قد يطول .
خرجت لأستقبل الشباب في الكراج الواسع المبلط
بالكاشي و الذي يشكل إمتدادا لبناء البيت حيث طالما إستخدمته
في الربيع والصيف والخريف للإستقبال والطعام .
كان الجو قارصاً تلك الليلة وبهذا
لم يكن المكان صالحاً للغرض المذكور .
طلبت من أحد
الشباب إحضار الفحم حيث كانت المنقلة الروسية ذاتية الإستمرار في الإشتعال التي إشتريتها في موسكو موجودة
منذ شواء الظهيرة وأوقدت النار ليتحلّق الشباب حولها .
إنسحبت الى غرفة النوم لأحضر لوازمي المتروكة في الدار
منذ عشرات السنين .. العقال واليشماغ الأحمر اللذان إبتعتهما في السعودية أيام تصدير
الفوسفات .. الجاكيت الماروني الذي إشتريته أيام العمل في روسيا والذي ركنته منذ
ذلك الحين حيث إعتبرته لوناً غير مناسب ولكنه شكل هذه المرة نسقاً مميزاً مع اليشماغ الأحمر
والدشداشة العراقية الغامقة اللون .
خرجت للشباب بهيئة شيخ عرب ولو بنعال الحمام مما أثار دهشتهم ، بعدها عدت وأحضرت الربابة
التي إشتريتها من جرش في الأردن في أحد أسفاري .
جلس الجميع حول النار المتقدة جمراً غزيراً يتلضّى .
سحبت الوتر وأنشدت :
مساكم خير يا الجيتوا علينا ...... نسينا الشيب من جيتوا علينا
وبعدها أطلقت من الموبايل صوت المرحوم جبار عكار لأصاحبه في
أغاني شجن البادية.
No comments:
Post a Comment