خجَّلونا البريطانيّون وأكلونا البراغيث
عجّت وسائل التواصل الإجتماعي قبل أيام بفديو الوزير
البريطاني اللورد مايكل بييتس وهو يقدم إعتذاره البالغ الى البارونة ليستر عن عدم اللياقة التي تمثلت
في عدم حضوره في الوقت المحدد للجواب على سؤالها وعزمه على تقديم إستقالته الى
رئيسة الوزراء التي ستكون سارية المفعول منذ اللحظة . ومن ثم تأبط اللورد بيتس
أوراقه وخرج من المجلس الذي رد عليه بالإجماع بالصياح لا .. لا علماً بأنه كان قد تأخر بحدود دقيقتين
أُسندت الإجابة على السؤال خلالهما الى مسؤول آخر .
في تموز 2016 تناقلت أوساط التواصل الاجتماعي العراقية
صور رئيس الوزراء البريطاني المستقيل وهو يأخذ زوجته واطفاله من البيت الى السيارة
و يحمل كارتون حاجياته بنفسه عندما أخلى سكنه الرسمي في NO. 10 downing street .رغم أنه
لم يكن هناك أي إلزام قانوني أو اخلاقي أو
حزبي يوجب إستقالته إذ كان الإستفتاء بشأن
بقاء بريطانيا من عدمه ضمن الاتحاد
الاوربي بدون تبني أحزاب الحكومة أو المعارضة لوجهات نظر محددة.
في 5 آذار عام 1982 استقال وزير الخارجية البريطاني
اللورد كارنغتون ووزراء الدولة في وزارته بعد أن غزت الأرجنتين جزر الفوكلاند
التابعة لبريطانيا حيث اعتبر أن حدوث هذا الغزو
دون أن تتوقعه وزارته أو تمنعه تقصير في
عمل الدبلوماسية البريطانية التي يقودها وأنه يعتبر المسألة مسألة شرف رغم أنه لم
يكن من المتوقع أن تغزو الأرجنتين هذه الجزر التي تبعد عنها 400 ميل وتقدَّر خطأً أن
بريطانيا ليس لديها الرغبة القوية في الإحتفاظ بهذه الجزر وأن الحكومة البريطانية بقيادة المرأة الحديدية
مارغريت تاتشر ستقبل هذه الإهانة ولم يثني اللورد كارينغتون من تقديم هذه
الإستقالة أن مارغريت تاتشر جهزت أضخم أسطول بريطاني منذ الحرب العالمية الثانية لإستعادة
الجزر وأن هذا الأسطول أبحر مع المد البحري الصباحي من ميناء بورتسموث صوب
الفوكلاند .
في منطقتنا من العالم حولت الديكتاتوريات العربية هزائم
الجيوش التي زجت بها في حروب غير متكافئة
وغير مدروسة وخراب بلدانها الى إنتصارات مؤزرة لأنها خرجت منها وأزلامها سالمة
وأوهمت الرعاع أن النصر هو في سلامة القيادة وليس في سلامة الجيش والشعب
وممتلكاتهم .
وفي عصر الديمقراطيات والديمقراطية العراقية بالتحديد
تحايل الكثير من الساسة على صندوق الإقتراع أيقون الديمقراطية من خلال خلق التبعية العمياء
للقادة بالخزعبلات وتحريك عوامل الحقد والخوف بين طوائف المجتمع وضد دول الجوار ودول
العالم الديمقراطية لإيهام العامة
بمختلف أشكالهم أن الأمان هو في البقاء معهم وإستطاعوا من خلال كل ذلك شد وتغرير جمهورهم و تجاوز إخفاقاتهم
دون الحاجة الى إستقالات مشرفة .
وهكذا فإن الساسة البريطانيّون يدعمون الديمقراطية برفيع
أخلاقهم والمحتالون الكثر من الساسة العراقيين يستغلون الديمقراطية بدون خجل أو حياء لوضاعة أخلاقهم والشعب المأفون بهم يتفرج .
No comments:
Post a Comment