Wednesday, May 22, 2019



يردس حيل إلما شايفها – عبد الهادي كاظم الحميري

108
زمان جديد
لا‭ ‬شك‭ ‬ان‭ ‬شَيَبَة‭ ‬العراق‭ ‬قد‭ ‬عاد‭ ‬بهم‭ ‬الخيال‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬في‭ ‬زحام‭ ‬وضجة‭ ‬التصريحات‭ ‬الأمريكية‭ ‬والإيرانية‭ ‬وحركة‭ ‬الأساطيل‭ ‬والجيوش‭ ‬والرغبة‭ ‬في‭ ‬تصدير‭ ‬الثورة‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬كبح‭ ‬تصدير‭ ‬الثورة‭ ‬الى‭ ‬ذكريات‭ ‬الأيام‭ ‬السود‭ ‬الخوالي‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬بالحرب‭ ‬العراقية‭ ‬الإيرانية‭ ‬على‭ ‬وقع‭ ‬شعارات‭ ‬تصدير‭ ‬الثورة‭ ‬الإسلامية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬القادة‭ ‬الإيرانيين‭ ‬وحراسة‭ ‬البوابة‭ ‬الشرقية‭ ‬للأمة‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬صدام‭ ‬حسين‭ ‬والأيام‭ ‬الحالكة‭ ‬السواد‭ ‬التي‭ ‬تلت‭ ‬احتلال‭ ‬وتحرير‭ ‬الكويت‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬الحصار‭ ‬واحتلال‭ ‬العراق‭ ‬عام‭ ‬2003‭.‬
أخبار‭ ‬تطوير‭ ‬صواريخ‭ ‬إيران‭ ‬وسعي‭ ‬ايران‭ ‬الى‭ ‬تطوير‭ ‬قدراتها‭ ‬النووية‭ ‬تعيد‭ ‬الى‭ ‬الأذهان‭ ‬أخبار‭ ‬تطوير‭ ‬صدام‭ ‬لصواريخ‭ ‬سكود‭ ‬الروسية‭ ‬لتصبح‭ ‬صواريخ‭ ‬الحسين‭ ‬والعباس‭ ‬وتضرب‭ ‬طهران‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬مئات‭ ‬الكيلومترات‭ ‬وتطوير‭ ‬صاروخ‭ ‬العابد‭ ‬الذي‭ ‬صعد‭ ‬الى‭ ‬الفضاء‭ ‬الخارجي‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭  ‬وأخبار‭ ‬كيف‭ ‬باشر‭ ‬صدام‭  ‬بتطوير‭ ‬الأسلحة‭ ‬الكيمياوية‭ ‬وسعى‭ ‬الى‭ ‬امتلاك‭ ‬الأسلحة‭ ‬الذرية‭ ‬وكيف‭  ‬هدد‭ ‬أن‭ ‬يحرق‭ ‬بها‭ ‬نصف‭ ‬إسرائيل‭  ‬وكيف‭ ‬أنشأ‭ ‬صدام‭ ‬جيش‭ ‬القدس‭ ‬وطالب‭ ‬بويصيلة‭ ‬كاع‭ ‬(قطعة‭ ‬أرض‭ ‬صغيرة)‭ ‬على‭ ‬حدود‭  ‬إسرائيل‭  ‬ليتولى‭ ‬أمر‭ ‬إسرائيل‭ ‬قافزا‭ ‬فوق‭ ‬دور‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬ودول‭ ‬جوار‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬العرب‭ ‬الأقحاح‭ … ‬ما‭ ‬أشبه‭ ‬البارحة‭ ‬باليوم‭ ‬والعياذ‭ ‬بالله‭.‬
تحضرني‭ ‬هنا‭ ‬لطيفة‭ ‬سمعتها‭ ‬من‭ ‬السفير‭ ‬العراقي‭ ‬في‭ ‬موسكو‭ ‬ذات‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬أيام‭ ‬الحرب‭ ‬العراقية‭ ‬الإيرانية،‭ ‬إثر‭ ‬عودته‭ ‬للتو‭ ‬من‭ ‬مقابلة‭ ‬مع‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬السوفيتي‭ ‬ادوارد‭ ‬شيفرنادزة‭.‬
حيث‭ ‬ذكر‭ ‬أنه‭ ‬وبتوجيه‭ ‬من‭ ‬بغداد‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬قيام‭ ‬إيران‭ ‬بمحاولة‭ ‬لشراء‭ ‬الدبابة‭ ‬تي‭ ‬72‭   ‬من‭ ‬السوفييت،‭ ‬طلب‭ ‬من‭ ‬الوزير‭ ‬السوفيتي‭ ‬ادوارد‭ ‬شيفرنادزة،‭ ‬عدم‭ ‬بيع‭ ‬الدبابة‭ ‬الى‭ ‬إيران‭ ‬لأنها‭ ‬عماد‭ ‬سلاح‭ ‬المدرعات‭ ‬العراقية‭ ‬وأوضح‭ ‬للوزير‭ ‬أن‭ ‬السوفييت‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬سوف‭ ‬لا‭ ‬يقبلون‭ ‬أن‭ ‬الدبابات‭ ‬السوفيتية‭ ‬تقاتل‭ ‬بعضها‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬بين‭ ‬العراق‭ ‬وإيران‭.‬
وذكر‭ ‬السفير‭ ‬أن‭ ‬شيفرنادزة‭ ‬تظاهر‭ ‬بالاستغراب‭ ‬وقال‭ ‬له:‭ ‬إن‭ ‬ما‭ ‬تقوله‭ ‬غير‭ ‬ممكن‭ ‬فأنتم‭ ‬ستقاتلون‭ ‬بأسد‭ ‬بابل‭ ‬العراقية!!  
وتجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬أن‭ ‬العراق‭ ‬سبق‭ ‬وأن‭ ‬قام‭ ‬بتجميع‭ ‬نسخة‭ ‬متفق‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬الدبابة‭ ‬السوفيتية‭ ‬تي‭ ‬72‭ ‬وأسماها‭ ‬أسد‭ ‬بابل‭…‬
إن‭ ‬الخطر‭ ‬الذي‭ ‬يواجه‭ ‬الدولة‭ ‬العراقية‭ ‬اليوم‭ ‬نتيجة‭ ‬الحرب‭ ‬الايرانية‭ ‬‭ ‬الامريكية‭ ‬إن‭ ‬حصلت‭ ‬لا‭ ‬سامح‭ ‬الله‭ ‬يتجاوز‭ ‬خطر‭ ‬داعش‭ ‬في‭ ‬أوج‭ ‬احتلاله‭ ‬لأرض‭ ‬العراق‭ ‬لأن‭ ‬تغليب‭ ‬الولاءات‭ ‬الفرعية‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬العراقيين‭ ‬سيؤدي‭ ‬الى‭ ‬تفكيك‭ ‬البلاد‭ ‬التي‭ ‬صمد‭ ‬كيانها‭ ‬أمام‭ ‬عاتيات‭ ‬الزمن‭ ‬لقرابة‭ ‬قرن‭ ‬كامل‭ ‬من‭ ‬الزمان‭.‬
لقد‭ ‬كان‭ ‬لإيران‭ ‬فضلاً‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬صمود‭ ‬العراق‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬الأولى‭ ‬لاحتلال‭ ‬داعش‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬المنصفون‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬حول‭ ‬اتجاه‭ ‬الهزيمة‭ ‬الى‭ ‬اتجاه‭ ‬التحدي‭ ‬والنصر‭ ‬هي‭ ‬فتوى‭ ‬الامام‭ ‬السيستاني‭ ‬وتوجه‭ ‬الآلاف‭ ‬المؤلفة‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬على‭ ‬إثرها‭ ‬الى‭ ‬سوح‭ ‬الوغى‭ ‬وسوح‭ ‬التدريب‭ ‬ولا‭ ‬يختلف‭ ‬المنصفون‭ ‬أيضاً‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬ساعد‭ ‬في‭ ‬اكمال‭ ‬النصر‭ ‬بأقل‭ ‬الخسائر‭ ‬البشرية‭ ‬من‭ ‬المقاتلين‭ ‬العراقيين‭ ‬هي‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭.‬
وعليه‭ ‬على‭ ‬العراقي‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتحزم‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬إيران‭ ‬أو‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أن‭ ‬ينظر‭ ‬في‭ ‬أحقية‭ ‬أي‭ ‬منهما‭ ‬في‭ ‬جذور‭ ‬النزاع‭ ‬الثلاثة‭ ‬1‭ ‬‭ ‬تقليص‭ ‬النفوذ‭ ‬الإيراني‭ ‬2-‭ ‬الصواريخ‭ ‬البالستية‭ ‬3-‭ ‬البرنامج‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني‭ ‬وأين‭ ‬تقع‭ ‬مصلحة‭ ‬العراق‭ ‬والمنطقة‭ ‬من‭ ‬إيقاف‭ ‬أو‭ ‬توسيع‭ ‬هذه‭ ‬النشاطات‭ ‬الثلاثة‭.‬
بعدها‭ ‬أن‭ ‬يأخذ‭ ‬العراقي‭ ‬بنظر‭ ‬الاعتبار‭ ‬أن‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬حقه‭ ‬إقحام‭ ‬باقي‭ ‬العراقيين‭ ‬فيما‭ ‬يراه‭ ‬صائبا‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬بالتحديد‭ ‬ما‭ ‬يهدد‭ ‬بتفكك‭ ‬العراق‭.‬
أما‭ ‬القادة‭ ‬العراقيون‭ ‬فهنا‭ ‬تبان‭ ‬معادن‭ ‬الرجال‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬مصالح‭ ‬شعب‭ ‬العراق‭ ‬الذي‭ ‬أهلكته‭ ‬وهجرته‭ ‬وأجاعته‭ ‬الحروب‭.‬
قال‭ ‬النبي‭ ‬(ص)‭ ‬صديقُكَ‭ ‬من‭ ‬صَدَقك‭ ‬لا‭ ‬من‭ ‬صَدَّقك‭.‬


No comments:

Post a Comment

صفقة القرن ة وعظمة القصاب

في أوائل القرن الماضي كان حلاق المحلّة يقوم بأعمال الطبيب إضافة الى وظيفته. ذات يوم أصيبت عين قصاب المحلة بجزيئة فُتات عظمة إستقرت ف...