يردس حيل إلما شايفها – عبد الهادي كاظم الحميري
زمان جديد
لا شك ان شَيَبَة العراق قد عاد بهم الخيال هذه الأيام في زحام وضجة التصريحات الأمريكية والإيرانية وحركة الأساطيل والجيوش والرغبة في تصدير الثورة والعمل على كبح تصدير الثورة الى ذكريات الأيام السود الخوالي التي بدأت بالحرب العراقية الإيرانية على وقع شعارات تصدير الثورة الإسلامية من قبل القادة الإيرانيين وحراسة البوابة الشرقية للأمة العربية من قبل صدام حسين والأيام الحالكة السواد التي تلت احتلال وتحرير الكويت ومن ثم الحصار واحتلال العراق عام 2003.
أخبار تطوير صواريخ إيران وسعي ايران الى تطوير قدراتها النووية تعيد الى الأذهان أخبار تطوير صدام لصواريخ سكود الروسية لتصبح صواريخ الحسين والعباس وتضرب طهران على بعد مئات الكيلومترات وتطوير صاروخ العابد الذي صعد الى الفضاء الخارجي ولم يعد وأخبار كيف باشر صدام بتطوير الأسلحة الكيمياوية وسعى الى امتلاك الأسلحة الذرية وكيف هدد أن يحرق بها نصف إسرائيل وكيف أنشأ صدام جيش القدس وطالب بويصيلة كاع (قطعة أرض صغيرة) على حدود إسرائيل ليتولى أمر إسرائيل قافزا فوق دور الفلسطينيين ودول جوار إسرائيل من العرب الأقحاح … ما أشبه البارحة باليوم والعياذ بالله.
تحضرني هنا لطيفة سمعتها من السفير العراقي في موسكو ذات يوم من أيام الحرب العراقية الإيرانية، إثر عودته للتو من مقابلة مع وزير الخارجية السوفيتي ادوارد شيفرنادزة.
حيث ذكر أنه وبتوجيه من بغداد بناءً على قيام إيران بمحاولة لشراء الدبابة تي 72 من السوفييت، طلب من الوزير السوفيتي ادوارد شيفرنادزة، عدم بيع الدبابة الى إيران لأنها عماد سلاح المدرعات العراقية وأوضح للوزير أن السوفييت بلا شك سوف لا يقبلون أن الدبابات السوفيتية تقاتل بعضها في الحرب بين العراق وإيران.
وذكر السفير أن شيفرنادزة تظاهر بالاستغراب وقال له: إن ما تقوله غير ممكن فأنتم ستقاتلون بأسد بابل العراقية!!
وتجدر الإشارة أن العراق سبق وأن قام بتجميع نسخة متفق عليها من الدبابة السوفيتية تي 72 وأسماها أسد بابل…
إن الخطر الذي يواجه الدولة العراقية اليوم نتيجة الحرب الايرانية – الامريكية إن حصلت لا سامح الله يتجاوز خطر داعش في أوج احتلاله لأرض العراق لأن تغليب الولاءات الفرعية فيه من قبل العراقيين سيؤدي الى تفكيك البلاد التي صمد كيانها أمام عاتيات الزمن لقرابة قرن كامل من الزمان.
لقد كان لإيران فضلاً كبيرا في دعم صمود العراق في الأيام الأولى لاحتلال داعش ولكن لا يختلف المنصفون على أن من حول اتجاه الهزيمة الى اتجاه التحدي والنصر هي فتوى الامام السيستاني وتوجه الآلاف المؤلفة من الشباب على إثرها الى سوح الوغى وسوح التدريب ولا يختلف المنصفون أيضاً في أن من ساعد في اكمال النصر بأقل الخسائر البشرية من المقاتلين العراقيين هي الولايات المتحدة الأمريكية.
وعليه على العراقي قبل أن يتحزم للدفاع عن إيران أو الولايات المتحدة أن ينظر في أحقية أي منهما في جذور النزاع الثلاثة 1 – تقليص النفوذ الإيراني 2- الصواريخ البالستية 3- البرنامج النووي الإيراني وأين تقع مصلحة العراق والمنطقة من إيقاف أو توسيع هذه النشاطات الثلاثة.
بعدها أن يأخذ العراقي بنظر الاعتبار أن ليس من حقه إقحام باقي العراقيين فيما يراه صائبا لأن هذا بالتحديد ما يهدد بتفكك العراق.
أما القادة العراقيون فهنا تبان معادن الرجال في الدفاع عن مصالح شعب العراق الذي أهلكته وهجرته وأجاعته الحروب.
قال النبي (ص) صديقُكَ من صَدَقك لا من صَدَّقك.
No comments:
Post a Comment