كانت الأسر الفلاحية المبعثرة حول المدن العراقية تعتاش الواحدة منها على قطعة أرض صغيرة يتحدد رزقها بصغر قطعتها وقلة حصتها من المياه التي تأتي أسبوع وتذهب أسبوع وتكون حصة القطعة خمس أو ست ساعات من السقي في اسبوع المجيء وعليه تكون إمكانيتها صغيرة من الانتاج الزراعي وكذلك إستفادتها من تربية الماشية محدودة جداً .
إعتادت هذه الأسر على تربية بقرة واحدة ترزقهم بعجلة أو عجل صغير سنوياً فإن كان الوليد عجلة تتم تربيتها دون إستعجال لتناوب أمها في المستقبل أو تحل محلها حسب توفر الأدغال في القطعة وظروف الأسرة المادية ، أما إذا كان الوليد عجلاً فستكون له رعاية خاصة لغرض تسمينه بسرعة وبيعه بمبلغ مجزي يشكل أهم مدخولات الأسرة النقدية .
جرت العادة أن يسرح إبن الأسرة بالعجل ويأخذه الى مواطن الأعشاب والأدغال في القطعة وخصوصاً أكتاف السواقي ليأكل على مهله ويسمن بأقصى سرعة ممكنة . لكن بعض الأولاد يتركون عُجَيلَ أسرتهم يتضور جوعاً ويسرحون بعُجَيلَ أسرة أخرى غالباً ما تكون أسرة خالتهم ويطلق في القرية على الولد الذي يفعل ذلك ... سارح بعجيل خالته .
ما ذكَّرني بهذا المثل العراقي الريفي هو رؤيتي لبعض الساسة العراقيين على التلفازينتفضون للدفاع عن مصالح وأرزاق دول الجوار والعراقييون أهلهم يتضورون جوعاً ويشربون الماء الأجاج بسب السدود التي أقامها الجيران والأنهار التي حولوا مجراها إل داخل مزارعهم . وأقل ما يقال في وصف هكذا سياسين لخفض براكين الغضب المعتملة في قلوب العراقيين يابه لا تديرون بال أخونة سارح بعجيل جارته .
No comments:
Post a Comment