Wednesday, February 13, 2019

سارح بعجيل خالته


كانت الأسر الفلاحية المبعثرة حول المدن العراقية تعتاش  الواحدة منها على قطعة أرض صغيرة يتحدد رزقها بصغر قطعتها وقلة حصتها من المياه التي تأتي أسبوع وتذهب أسبوع وتكون حصة القطعة خمس أو ست ساعات من السقي في اسبوع المجيء وعليه تكون إمكانيتها صغيرة من الانتاج الزراعي وكذلك إستفادتها من تربية الماشية محدودة جداً .

إعتادت هذه الأسر على تربية بقرة واحدة ترزقهم بعجلة أو عجل صغير سنوياً فإن كان الوليد عجلة تتم تربيتها دون إستعجال لتناوب أمها في المستقبل أو تحل محلها حسب توفر الأدغال في القطعة وظروف الأسرة المادية ، أما إذا كان الوليد عجلاً فستكون له رعاية خاصة لغرض  تسمينه بسرعة وبيعه بمبلغ مجزي يشكل أهم مدخولات الأسرة النقدية .

جرت العادة أن يسرح  إبن الأسرة  بالعجل  ويأخذه الى مواطن الأعشاب والأدغال في القطعة وخصوصاً أكتاف السواقي ليأكل على مهله ويسمن بأقصى سرعة ممكنة . لكن  بعض الأولاد يتركون عُجَيلَ أسرتهم يتضور جوعاً ويسرحون بعُجَيلَ أسرة أخرى غالباً ما تكون أسرة  خالتهم  ويطلق في القرية على الولد الذي يفعل ذلك ... سارح بعجيل خالته .


ما ذكَّرني بهذا المثل العراقي الريفي هو رؤيتي لبعض الساسة العراقيين على التلفازينتفضون للدفاع عن مصالح وأرزاق دول الجوار والعراقييون أهلهم يتضورون جوعاً ويشربون الماء الأجاج بسب السدود التي أقامها الجيران والأنهار التي حولوا مجراها إل داخل مزارعهم  .  وأقل ما يقال في وصف هكذا سياسين لخفض براكين الغضب المعتملة في قلوب العراقيين يابه  لا تديرون بال أخونة  سارح بعجيل جارته .


No comments:

Post a Comment

صفقة القرن ة وعظمة القصاب

في أوائل القرن الماضي كان حلاق المحلّة يقوم بأعمال الطبيب إضافة الى وظيفته. ذات يوم أصيبت عين قصاب المحلة بجزيئة فُتات عظمة إستقرت ف...