ضاق الكثير من العراقيين ذرعاً بدولة رئيس الوزراء عادل
عبد المهدي فقد مرت مائة يوم والكابينة
الوزارية غير مكتملة وأمراء الأحزاب يصولون ويجولون ، يتحاورون ويتنافرون ، يتبايعون
المناصب ويتحاصصون .
إسرائيل تقصف
وإيران تهدد بمحوها من الوجود .أمريكا تضيق الحصار على إيران وتضغط على الفصائل
المسلحة التابعة لولاية الفقيه والفصائل تهدد أمريكا بالويل والثبور والعراق
وسوريا سيكونان بطبيعة الحال ميدان الفصل
إذا تهور القوم وأرجعونا الى نكبة حزيران 1967
وأيام المرحوم أحمد سعيد وصوت العرب و "أبو خالد يا حبيب بكرة حندخل تل أبيب"
كمرحلة أولى والهزيمة ثلثين المراجل
كمرحلة ثانية .
كل هذا الحيص بيص في واد ودولة رئيس الوزراء في واد .
يقول الشاعر: ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل وعليه رجعت
الى سويعات عملي مع دولة رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي عام 2004 عندما كان وزيراً للمالية
ورئيساً للجانب العراقي في اللجنة العراقية – الأمريكية للإعمار والتطوير
الإقتصادي التي كنت عضواً فيها .
كانت الاجتماعات التحضيرية تتم في منزل الأستاذ عبد
المهدي في الكرادة في بغداد و كنا دائماً
نجلس حول مائدة طويلة تتوسطها الفواكه والمعجنات وبعد تكامل عددنا يخرج علينا
الأستاذ عبد المهدي بملابس البيت
(التراكسوت ) ويجلس يستمع الى كل منا دون أن ينبس ببنت شفة وبعد أن ينتهي الجميع
من طرح رأيه يوجز الأستاذ عبد المهدي الموقف العراقي ببضع كلمات ويشكرنا على
الحضور .
في إجتماعات اللجنة في واشنطن كان الوزير عبدالمهدي
يستمع الى طروحات أعضاء الوفد مباشرة على الجانب الأمريكي لا يقاطع أو يعدل أو
يتدخل ثم يستمع الى طروحات أعضاء الوفد الأمريكي وبعدها يقول مايراه ببضعة كلمات
الى رئيس الجانب الأمريكي وزير المالية الأمريكي الذي يبادله بالرد .
لقد أبهرتني حقيقة فسح السيد عبد المهدي المجال لنا
لنقول بكامل الحرية ما نريد الى الجانب
الآخرمباشرة و بدون تدخل سيما وإن رؤساء الوفود العراقيين في كل الأزمان يحتكرون
مخاطبة الجانب الآخر فلا كلام الاّ من خلال الكرسي كما يقال .
اليوم وبعد الهرج والمرج وترك الحبل على الغارب أمنّي
النفس بأن دولة رئيس الوزراء يتبع أسلوب إدارته للإجتماعات في إدارة الدولة (بغض
النظر من كون ذلك صحّاً أو خطأً ) وإنه سيخرج علينا بالكلمة الفصل .
وأقول لدولة الوزراء من باب شد العزم : الأسد عيب يتخلّى
عن عرينة ويترك هالجرابيع تردس بالثنية .
No comments:
Post a Comment