Monday, July 23, 2018

ذنب الشعب أم ذنب الأحزاب



        ما يحصل في العراق ذنب الشعب أم ذنب الأحزاب


   الصورة لبرلمان روسيا الاتحادية بعد انتهاء احداث اكتوبر مباشرة (بعدسة الكاتب )

من المقولات التي كانت متداولة في وسط وجنوب العراق  أيام زمان : الصوج مو بالجاتل الصوج بالمجتول وبالعربي الفصيح السبب / الذنب لا يعود الى القاتل بل يعود الى المقتول . بطبيعة الحال لا يمكننا مع التقدم والوعي الذي تعيش فيه مجتمعات العالم اليوم  وحرمة الحياة أن نقبل هذه المقولة التي تتعلق بعركات الأفراد بلا شك بل علينا أن  ندفع بأن على القاتل المفترض  أن يتجنب  من يستحق القتل المفترض بكل الوسائل المتاحة وبعكسه فسيأخذ جزائه حسب كل حالة على حدة .
للأسف الشديد يبدو أن في التصرف الجمعي للكثير من الشعوب توطئة  لجلب الكوارث على نفسها  والناجية منها في حالات قليلة  قد لطف الله بها ويسر لها في حينه حكمة وإجراءات حاكم دفعت عنها الشر المستطير .
في روسيا الاتحادية ونتيجة لإنهيار النظام السوفيتي الإشتراكي وعدم  نجاح سياسة الاصلاح الاقتصادي الذي انتهجها الرئيس يلتسن ورئيس وزرائه وكالة إيغور غيدار ساءت الحالة الاقتصادية والمعاشية الى درجة كبيرة  حيث مع نهاية عام 1992 بلغت أجور العاملين غير المدفوعة 65 مليار دولار وارتفعت أسعار المواد الاستهلاكية بنسبة 2600% . وعليه نشبت خلافات مستعصية بين الرئيس والبرلمان خلال عام 1993بسبب إصراره للمضي قدما ببرنامج الاصلاح الاقتصادي الذي تبناه . إتفقا أخيراًعلى حلها من خلال استفتاء الشعب الروسي  على أربعة أسئلة أهمها إثنان :
1-   هل تعتقد بضرورة اجراء انتخاب مبكر لرئيس روسيا الاتحادية ؟
2-   هل تعتقد بضرورة اجراء انتخاب مبكر لنواب شعب روسيا الاتحادية ؟
واشترط أن تعتبر الموافقة حاصلة اذا صوت على أي منها بنعم بنسبة 50%من المؤهلين للتصويت وكان عدد المؤهلين للتصويت 107 مليون نسمة والذين شاركوا بالتصويت 69 مليون نسمة وكانت النتيجة كما يأتي:
34 مليون مع انتخابات مبكرة للرئيس أي بنسبة 32 % من المؤهلين للتصويت و47 مليون  مع انتخابات مبكرة للبرلمان أي بنسبة 44 % من المؤهلين للتصويت
أي أن الشعب ومن وضع هذه الصيغة لم يحل المشكلة وترك الطرفان اللذان استحكم الصراع بينهما وجها لوجه  مما أدى بالنهاية الى تمرد أعضاء البرلمان ومناصريهم وإعلانهم حكومة ورئيس جديد وقيام يلتسن بإستخدام الدبابات لفض المشكلة . وبالرغم أن المعروف عن يلتسن أنه سكير عربيد إلا أنه أدار النزاع وما تلاه بحنكة منقطعة النظير حافظت على البلاد والعباد  .

أما بالنسبة للعراق فبعد التغيير والحكومات التي تلته وداعش وصل سوء الحال الى ما وصل اليه وكانت مطالب الشعب هي ذاتها من عام 2011 ولحد الآن - التخلص من الأحزاب المتسلطة الفاسدة والمحاصصة  ..الماء .. الكهرباء .. العمل
وجاءت انتخابات 2018 وكانت فرصة حقيقية للتغيير  فقاطع من يريد التخلص من "الأحزاب الفاسدة" والمحاصصة الانتخابات وذهب من يؤيد قادة هذه الأحزاب ظالمين أو مظلومين الى الإنتخابات وأصبحنا وأصبح الملك لقادة هذه الأحزاب .
وجاء تموز بدون ماء وكهرباء ليضرم في رؤوس الشباب العاطل عن العمل وجماهير الفقراء ثورة عارمة لتحرق مقرات نفس الأحزاب التي انتخبها بعضهم بلا شك وتخلف البعض الآخر منهم  مع جماهير المقاطعة  عن الانتخابات منتظرين الوصاية من الأمم المتحدة .  
الأحزاب وقادتها يعلنون أنهم مع مطالب المتظاهرين ويغلسون عن المسؤولية والحلول تاركين رئيس الوزراء يلبط لوحده بين البصرة والعمارة والناصرية وباقي المحافظات .
عسى أن يتوفق المدحدح كما يسمونه  في إدارة الأزمة دون مفاشخ  خصوصا وأن الزيادة في أسعار النفط جاءت في الوقت المناسب لمعالجة جانب من مشكلة الماء والكهرباء والبطالة .
وأما المطالب الأخرى التي تحتاج أكثر من مفاشخ لتحقيقها كإنقلاب عسكري أو تدخل أمريكي أو ايراني فهي الشر المستطير بعينه .. إتقوا الله في العراق وأهل العراق .








Thursday, July 19, 2018

مخاطر العقل الجمعي والعقل الأمني على سلامة الوطن والمواطن في العراق



مخاطر العقل الجمعي والعقل الأمني على سلامة الوطن والمواطن في العراق 

مع إنطلاق مظاهرات الطبقة المحرومة من الماء والكهرباء وفرص العمل إنطلقت مواقع إلكترونية في الداخل والخارج تحرض وتسوق  للمحتجين والمتظاهرين الأفعال  الشنيعة التي إرتكبها العقل الجمعي العراقي  في السابق كنموذج لما يتوجب أن يفعلونه  بالأشخاص والممتلكات في الحاضر وعلى سبيل المثال لا الحصر أطلق أحد المواقع نداء :  ثوري يا بغداد ثوري خليّ حيدر يلحق نوري وتناقلته أوساط  النشطاء بكل سذاجة رغم أنه  يسترجع فعل الحشود العراقية  الهائجة الشنيع  في بغداد التي لم تكتفي بقتل المرحوم نوري سعيد رئيس وزراء العراق المشهود له بالوطنية بل سحلته في شوارع بغداد وقطعت جثمانه ومثلت بجثته ببربريه تأنف منها وحوش البراري .

تخريب ممتلكات الدولة والشعب الذي حدث والذي دعا اليه المغرضون يحفز رجال أمن البلد على إختلاف صنوفهم بالتأهب لمقارعة المخربين وتصنيفهم  كعملاء  مندسين لقوى أجنبية ومحلية حسب تفكيرهم الأمني وقد يتناسون أن من بين هؤلاء قد يكون مواطن مهضوم تحت وطأة حرارة تموز وملوحة الماء وذلة البطالة  إندفع بدون تفكير مع الحشود الهائجة للتدمير . والنتيجة الفقير يذهب بالرجلين والبلد يعاد الى عصور ما فبل التاريخ كما هو ديدنه في التاريخ القريب والبعيد .

المطلوب من المتظاهر رغم صعوبته أن يفكر لنفسه ويطالب بحقوقه ويتحسس إتجاه الحشد الهائج فإن كان بإتجاه تدمير ممتلكات الشعب ليقل كما يقول لظالميه هذا حدنه وياكم . والمطلوب من رجل الأمن والمحقق أن يفرز الخائن المندس من المواطن الفائر دمّه .
طبعاً كلنا يعرف الأسباب والظروف التي أوصلتنا الى مانحن عليه ويكفي ما نشعربه  من غثيان أمام الفضائيات وقراءة وسائل التواصل الإجتماعي ولكن يجب أن نذكر أن العراق ليس البلد الوحيد الذي يحدث فيه الإعتداء على الملكية العامة والخاصة من قبل حشود متظاهرة لأسباب مختلفة و قد حدث ذلك في أحسن "العوائل الديمقراطية " إنكلترا وفرنسا والولايات المتحدة ً في الماضي القريب جدا  ونذكر الطامعين في خراب العراق أو الغاسلين إيديهم من مستقبل العراق أن شعبنا واعي إنشاء الله والقيادة العامة للقوات المسلحة  لم تلف بيارقها بعد .

ولمن لا زال لديه "خُلك" بعد  منكم قد تكون قراءة البحث التالي المنقول مع الصورة أعلاه من موقع أمور غريبة لا يصدقها العقل  مفيدة :


" كيف يتأثر سلوك الفرد داخل الجموع "المظاهرات" بالسلوك الجمعي "غريزه القطيع" ..؟!

* سيكولوجية الحشود الهائجة

(أو النسيج الجمعي للفوضى)

السلوك الجمعي
Collective Behavior مصطلح يراد به توصيف العدوى السلوكية بين أفراد الجماعة الواحدة، أي تماثلهم في الانفعالات والأفكار والتصرفات، أو تقليدهم لنموذج معين. وغالباً ما يكون هذا السلوك محملاً بالانفعالات الغريبة والشاذة والحادة، مما يجعل من الصعب التنبؤ بمساراته، إذ تظهر لدى الأشخاص المنخرطين فيه صفات مختلفة كل الاختلاف عن صفاتهم الشخصية الاعتيادية في حالة انفرادهم بأنفسهم بعيداً عن الحشد.

والسلوك الجمعي قد يبدو للوهلة الأولى غير خاضع لمعايير محددة واضحة، إلا أن البحوث النفسية الحديثة أثبتت أنه ليس تلقائيا أو مشوشاً، بل يخضع لمحددات اجتماعية وثقافية تعمل على إطلاقه. وهو يتضمن في معناه الشامل :انتشار الشائعات، والتغيرات في الرأي العام، والموضة، والتقليعات، وأعمال الشغب من نهب وسلب وحرق، وحالات الهلع أثناء الحروب والزلازل والأوبئة والحرائق، وكل أعمال القتل والعنف ذات الطابع الجمعي، وأي جمع محتشد يعتمد في استمراره على تبادل التأثيرات غير العقلانية لسلوك الأفراد المشاركين فيه.

وهذا ما دعا (غوستاف لوبون)، إلى القول : (قد يكون الإنسان الفرد مثقفاً ومتحضراً، ولكن وسط الجموع يصبح بربرياً).

أما نظرية (التقارب)، فترى أن سلوك الجموع ينشأ من التقاء عدد من الناس ممن يتشابهون في الحاجات والأهداف والدوافع وفي ما يحبون وما يكرهون، مما يتيح لهم التنفيس عن انفعالاتهم وتوتراتهم بأسلوب لا يتاح لهم في الظروف العادية.

وتذهب نظريات (اللافردانية)
De-individuation (أي انتفاء الهوية الفردية) إلى أن الظروف المحيطة بالفرد في حالات معينة يمكن أن تمنعه من الوعي بذاته، فلا يشعر بكيانه المستقل من مشاعر وأفكار، ويتعذر عليه مراقبة سلوكه، فيندفع في سلوكيات غير عقلانية نتيجة ضعف الشعور بالهوية الفردية وغياب القدرة على التوجيه الذاتي"




صفقة القرن ة وعظمة القصاب

في أوائل القرن الماضي كان حلاق المحلّة يقوم بأعمال الطبيب إضافة الى وظيفته. ذات يوم أصيبت عين قصاب المحلة بجزيئة فُتات عظمة إستقرت ف...